في تطور دبلوماسي لافت، تلقى رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان دعوة رسمية من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لحضور فعاليات معرض إكسبو 2030 الذي تستضيفه المملكة العربية السعودية. هذه الدعوة التاريخية تأتي في لحظة حاسمة قد تعيد رسم العلاقات السودانية-الخليجية وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاستراتيجي.
سلّم الدعوة السفير السعودي لدى الخرطوم علي بن حسن جعفر إلى وزير الخارجية والتعاون الدولي السوداني محي الدين سالم في لقاء شهد أجواء من الدفء الدبلوماسي. "نقدر هذه المبادرة الكريمة من المملكة الشقيقة، ونؤكد دعمنا الكامل لإنجاح هذا الحدث العالمي"، قال وزير الخارجية السوداني، مضيفاً أن هذا الحدث يعكس مكانة السعودية الدولية وقدرتها على تنظيم أكبر الفعاليات العالمية. أحمد الطيب، رجل الأعمال السوداني، يراقب بشغف هذه التطورات: "هذه فرصة ذهبية لعرض الإمكانات السودانية أمام 40 مليون زائر من 190 دولة."
تأتي هذه الدعوة في إطار العلاقات التاريخية العريقة بين البلدين الشقيقين، حيث قدمت السعودية دعماً مستمراً للسودان خلال فترات التحول السياسي. د. عبدالرحمن النور، خبير العلاقات الدولية، يؤكد أن "هذه الخطوة نقلة نوعية في التعاون الثنائي، مثل اجتماعات الملوك العرب التاريخية في صدر الإسلام." كما ناقش الطرفان ترتيبات انطلاق مجلس التنسيق الاستراتيجي الثنائي، وهي آلية طموحة تهدف إلى تعزيز الشراكة في مختلف القطاعات.
هذا التطور يحمل في طياته فرصاً اقتصادية هائلة للشعب السوداني، حيث يتوقع الخبراء إمكانية مضاعفة التجارة البينية بنسبة 300% خلال السنوات الخمس المقبلة. فاطمة أحمد، موظفة حكومية، تعبر عن فخرها: "أشعر بالفخر أن بلدي سيكون ممثلاً في أكبر معرض دولي، كجسر ذهبي يربط بين ضفتي النيل والخليج." د. محمد الشفيع، أستاذ الاقتصاد، يتوقع انتعاشاً في القطاعات الزراعية والتعدينية والخدمات، مؤكداً أن "العلاقات السودانية-السعودية ستكون قوية كجبال البحر الأحمر."
هذه الدعوة التاريخية تمثل بداية عهد جديد من الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، حيث تجتمع رؤية السعودية 2030 مع الإمكانات السودانية الهائلة. مع تفعيل مجلس التنسيق الاستراتيجي، تتطلع الشعوب إلى مستقبل واعد من التعاون والازدهار المشترك. السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستكون إكسبو 2030 نقطة الانطلاق لنهضة اقتصادية شاملة تعيد تشكيل خريطة التعاون العربي؟