في انقلاب درامي يهز أركان كرة القدم السعودية، تواجه الأندية كارثة حقيقية مع اقتراب كأس أمم أفريقيا 2025، حيث قد يفقد الفتح وحده 5 لاعبين أساسيين لمدة شهر كامل في أسوأ توقيت ممكن. وسط هذه الأزمة الخانقة، ينطلق سباق محموم بين الأندية السعودية للاستحواذ على عبد الرزاق حمد الله، ثاني أفضل هداف في تاريخ الدوري برصيد 150 هدفاً، والذي بات يعيش كابوساً حقيقياً مع الشباب بعد أن سجل صفر أهداف في 4 مباريات هذا الموسم للمرة الأولى منذ 6 سنوات.
أحمد المتعب، المشجع العريق للفتح، لا يخفي قلقه الشديد: "نحن على أعتاب كارثة حقيقية. تخيل أن نخوض 8 مباريات بدون أهم لاعبينا بسبب البطولات الأفريقية." والأرقام تؤكد مخاوفه، حيث سيغيب عن الفتح المدافع المغربي مروان سعدان والجناح مراد باتنا ولاعب الوسط الجزائري سفيان بن دبكة، إضافة إلى احتمالية غياب زايدو يوسف من جزر القمر وكارل توكو إيكامبي الكاميروني. هذا السيناريو المرعب دفع إدارة النادي لاتخاذ قرار جريء: استعارة النجوم من الأندية المنافسة بدلاً من الشراء المكلف.
الأزمة المالية الخانقة التي يعيشها الفتح منذ الصيف الماضي تشبه محاولة قيادة سيارة فيراري بخزان وقود فارغ. النادي "النموذجي" الذي اعتاد على الصفقات القوية، بات اليوم يبحث عن حلول مبتكرة للنجاة من عاصفة الغيابات المدمرة. وفي هذا السياق، تتجه الأنظار بقوة نحو عبد الرزاق حمد الله الذي يعيش أسوأ فترة في مسيرته مع الشباب، حيث لم يشارك سوى في 4 مباريات فاشلة بدون أي أهداف. د. فهد الرياضي، المحلل المخضرم، يؤكد: "الفتح يلعب بذكاء استثنائي. استعارة مهاجم بقيمة حمد الله أفضل من شراء لاعب مجهول بملايين الريالات."
لكن المفاجأة الحقيقية تكمن في دخول الهلال على الخط بقوة من خلال لاعبه عبد الله رديف، الذي يعيش مأساة صامتة في صفوف الزعيم. رغم إصرار سيموني إنزاجي على بقائه الصيف الماضي، حصل الشاب البالغ 22 عاماً على 6 دقائق فقط من المشاركة هذا الموسم، في مشهد يثير الشفقة والغضب معاً. سامي العتيبي، اللاعب السابق في الفتح، يصف الوضع: "رديف موهبة حقيقية تُهدر في صمت. لقد أثبت جدارته مع الاتفاق الموسم الماضي في 29 مباراة." هذا التجاهل المتعمد من إنزاجي فتح الباب واسعاً أمام الفتح للانقضاض على اللاعب الواعد.
مع اقتراب موعد المباراة الحاسمة بين الفتح والهلال السبت المقبل على ملعب المملكة أرينا، تتصاعد التوقعات حول اجتماع تاريخي قد يحدد مصير الصفقتين. الأجواء المتوترة في أروقة الأندية تنذر بمعركة حقيقية حول مستقبل النجمين، خاصة مع رفض الشباب المتوقع لفراق هدافهم التاريخي، ورغبة الهلال في الاحتفاظ بعمق هجومي حتى لو لم يستغله. خالد الناصر، المحلل الرياضي، يحذر: "الأيام القادمة ستكشف قدرة الأندية السعودية على التكيف مع أزمات البطولات القارية، أم ستكون كارثة تكتيكية حقيقية." السؤال الذي يحير الجميع: هل سينجح الفتح في إنقاذ موسمه بضربة مزدوجة، أم ستدفنه الأزمة المالية في أعماق جدول الترتيب؟