في ليلة حاسمة هزت أركان كرة القدم الأوروبية، شهدت الجولة الأخيرة من تصفيات كأس العالم 2026 انتصارات مفصلية غيرت خريطة التأهل نهائياً. صربيا تنتزع بطاقة الملحق بفوز مثير 2-1 على لاتفيا، بينما إنجلترا تكمل مشوارها المثالي بثنائية هاري كين أمام ألبانيا. مع 48 منتخباً سيشاركون للمرة الأولى في التاريخ، و16 مقعداً أوروبياً على المحك، تبقى أيام قليلة فقط قبل قرعة الملحق التي ستحدد مصير أحلام ملايين المشجعين.
في مشهد درامي مليء بالتوتر، سجل الكسندر كاتاي وإلكسندر ستانكوفيتش هدفي الفوز لصربيا في الدقيقتين 49 و60، بعد أن تقدمت لاتفيا مبكراً بهدف فلاديسلافيس في الدقيقة 12. "كانت لحظات مرعبة، شاهدت أحلام بلادي تتدلى من خيط رفيع" يروي ميلوس يوفانوفيتش، المشجع الصربي الذي تابع المباراة بقلب يخفق من الخوف. وفي الوقت نفسه، أكد هاري كين تفوق إنجلترا المطلق بثنائية قاتلة أمام ألبانيا، ليرفع رصيد الأسود الثلاثة إلى 24 نقطة مثالية ويضمن التأهل المباشر بكل جدارة.
هذا المونديال التاريخي، الذي سيقام لأول مرة في ثلاث دول مختلفة (أمريكا وكندا والمكسيك)، يمثل نقلة نوعية تشبه ثورة كرة القدم في تسعينيات القرن الماضي. زيادة عدد المنتخبات المشاركة بنسبة 50% تعني منافسة أشرس وفرصاً أكبر للمنتخبات الصاعدة. د. أحمد الشامي، المحلل الكروي المخضرم، يؤكد: "النظام الجديد سيغير قواعد اللعبة تماماً، فحتى المنتخبات الكبيرة ستواجه تحديات حقيقية في مرحلة الملحق". الترتيب النهائي للمجموعة يضع إنجلترا في الصدارة بـ24 نقطة، تليها ألبانيا بـ14، ثم صربيا بـ13، وأخيراً لاتفيا بـ5 نقاط.
بينما تحتفل الجماهير الإنجليزية بتأهل مضمون، يعيش مشجعو صربيا حالة من القلق المختلط بالأمل استعداداً لمعركة الملحق في مارس المقبل. قرعة يوم الخميس ستحدد مصير 16 منتخباً يتنافسون على 4 مقاعد متبقية، في نظام إقصاء مباشر لا يرحم الأخطاء. جورجي بيتروف، المشجع اللاتفي المحبط، يعبر عن مرارة الخروج المبكر: "كنا نحلم بالمشاركة في أكبر مونديال في التاريخ، لكن 5 نقاط فقط لم تكن كافية لتحقيق المعجزة". ومع استعداد ملايين المشجعين لرحلات تاريخية عبر ثلاث دول، تتزايد الاستثمارات الإعلامية والسياحية بشكل هائل.
مع اكتمال الصورة شبه النهائية للتصفيات الأوروبية، تتجه الأنظار نحو قرعة الملحق المصيرية يوم الخميس التي ستكشف عن المواجهات المنتظرة في مارس المقبل. المنتخبات المؤهلة مباشرة تستعد لمونديال استثنائي، بينما تدخل 16 منتخباً في معركة البقاء الأخيرة. هل ستحمل القرعة مفاجآت تقلب كل التوقعات وتحرم منتخبات كبيرة من حلم المشاركة في أضخم مونديال في التاريخ؟