في صدمة تهز أركان المجتمع الكويتي المحافظ، كشفت مباحث مكافحة المخدرات للمرة الثالثة على التوالي خلال شهر واحد عن مؤامرة مروعة نفذها مؤذن في وزارة الأوقاف ضد طليقته المصرية. الرجل الذي يرفع الأذان خمس مرات يومياً كان يخطط طوال الليل لتدمير حياة امرأة بريئة، بدس مخدرات الشبو الخطيرة لها والإبلاغ عنها كذباً لإبعادها نهائياً عن البلاد. المفاجأة الصادمة: كاميرات المراقبة فضحت المؤامرة خلال ساعات وأنقذت المرأة من مصير مجهول.
بدأت القصة عندما اتصل المؤذن المصري بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات متظاهراً بالتقوى والخوف من الله، مبلغاً عن طليقته التي "تتاجر بمخدرات الشبو" حسب ادعائه الكاذب. "مقيم مصري اتصل وعرف نفسه بأنه مؤذن يخاف الله وأبلغ عن زوجته المتاجرة بالمخدرات" كما أوضح المصدر الأمني. لكن فاطمة محمد، المطلقة المصرية التي تعمل في القطاع الخاص، صُدمت عندما اعتقلتها المباحث وأصرت على براءتها، مطالبة بفحص كاميرات المراقبة في عمارتها. النتيجة المذهلة: التسجيلات كشفت شخصين يتسللان في الظلام ويدسان شيئاً غريباً في سيارتها.
الحقيقة المرة تكشفت عندما راجع فريق مختص من رجال المكافحة تسجيلات الكاميرات تحت إشراف العميد محمد قبازرد، خبير كشف خدع المجرمين الذي نجح في إنقاذ 3 أشخاص من اتهامات كاذبة مشابهة. الخلفية المأساوية للقضية تعود لخلافات زوجية معقدة وقضايا قانونية معلقة بين الطليقين، حيث هدد المؤذن طليقته مراراً بإبعادها عن البلاد "بأي ثمن". هذه القضية الثالثة من نوعها تشير لوجود نمط خطير في استخدام الاتهامات الكاذبة كسلاح انتقام، كما يحذر خبراء الجريمة من تزايد هذه الظاهرة المدمرة.
التأثير المدمر للجريمة يمتد إلى ما هو أبعد من الضحية المباشرة، حيث تعيش النساء المطلقات في الكويت الآن حالة من الخوف والحذر الشديد من انتقام أزواجهن السابقين. علي الحارس، حارس العمارة، يروي: "كنت أراه يأتي في أوقات غريبة ويتصرف بريبة، لكن لم أتخيل أنه يدس مخدرات لطليقته". القضية تطرح تساؤلات جدية حول آليات التوظيف في المناصب الدينية والحاجة الملحة لتعزيز أنظمة الرقابة، خاصة أن مادة الشبو تحمل عقوبات تصل للسجن المؤبد في بعض دول الخليج.
المحصلة النهائية: اعتراف المؤذن وشريكه بوضع المواد المخدرة لطليقته بهدف إبعادها عن البلاد، وإحالتهما لجهات الاختصاص وإخلاء سبيل الضحية البريئة. النجاح المتتالي لمباحث مكافحة المخدرات في كشف مثل هذه المؤامرات يؤكد تطور أساليب العدالة، لكنه يطرح سؤالاً مقلقاً: هل نحن في حاجة لمراجعة شاملة لمعايير اختيار رجال الدين؟ وكم من امرأة بريئة تعاني في صمت من انتقام طليق ظالم يستغل ثقة المجتمع في منصبه المقدس؟