في غضون ساعات معدودة، حلقت طائرة طبية فوق البحر المتوسط حاملة أملاً وحياة، بعد أن واجه مواطن سعودي أزمة صحية حادة هددت حياته في مصر. 500 ألف ريال قد تكون تكلفة إنقاذ حياة واحدة، والسعودية تدفعها دون تردد، في معركة حقيقية ضد الزمن حيث كل دقيقة تحسب عندما يكون الموت والحياة في سباق محتدم.
عبدالله الأحمدي، رجل الأعمال في الخمسينيات الذي كان في رحلة عمل بالإسكندرية، لم يتوقع أن تتحول رحلته إلى كابوس طبي استدعى تدخلاً عاجلاً من أعلى المستويات. د. أحمد فؤاد، استشاري القلب المصري المعالج، أكد بوضوح: "الحالة حرجة جداً وتستدعي إمكانيات طبية متقدمة غير متوفرة هنا". وخلال 1,800 كيلومتر فاصلة بين الإسكندرية والرياض، كان د. خالد العتيبي، القنصل العام، يتابع الحالة شخصياً حتى اللحظة الأخيرة من الإقلاع.
هذه ليست المرة الأولى التي تثبت فيها السعودية أن مواطنيها أولوية قصوى أينما كانوا. برنامج الإخلاء الطبي السعودي، الذي يعمل على مدار الساعة، سجل معدل نجاح مذهل يصل إلى 98% في عمليات الإنقاذ المماثلة. الكابتن سعد المطيري، الطيار ذو الخبرة الطويلة في الطيران الطبي، وصف الطائرة قائلاً: "إنها مستشفى طائر مجهز بأحدث المعدات، كل شيء فيها مصمم لإنقاذ الأرواح".
بينما كانت زوجة المريض فاطمة وأولاده الثلاثة ينتظرون بقلوب مضطربة في الرياض، كان صوت محركات الطائرة الطبية يحمل معه الأمل والحياة عبر السماء. كل مسافر سعودي اليوم يدرك أن وراءه وطناً لا يتخلى عن أبنائه مهما كانت التكلفة أو المسافة. هذه العملية الناجحة تعكس ليس فقط التقدم الطبي السعودي، بل أيضاً قوة التنسيق الدبلوماسي والإرادة الصلبة لحماية كل مواطن.
والآن، بعد وصول الطائرة بسلام وبدء العلاج المتخصص في المملكة، تبقى رسالة واضحة: الوطن ليس مجرد مكان، إنه شعور بالأمان يرافقك أينما ذهبت. هل تساءلت يوماً عن القيمة الحقيقية للوطن؟ إنها لحظة كهذه تجيب على السؤال بوضوح مطلق.