في عملية أمنية مذهلة هزت أركان شبكات التهريب الدولية، كشفت الهيئة العامة للزكاة والضريبة والجمارك "زاتكا" عن ضبط أكثر من مليوني حبة كبتاجون و27.8 كيلوغرام من مخدر الشبو القاتل في سلسلة عمليات نوعية عبر المنافذ الحدودية. هذه الكمية الهائلة كانت كافية لتدمير مستقبل 100 ألف أسرة سعودية وتحويل أحياء بأكملها إلى مناطق موبوءة بالجريمة والإدمان.

العملية التي وصفها خبراء الأمن بـ"المعجزة الأمنية" شملت اكتشاف 817,733 حبة محظورة في منفذ البطحاء وحده، مخبأة داخل تجاويف معدنية معقدة في شاحنتين. أم أحمد، والدة لثلاثة أطفال من الرياض، تقول بصوت مرتجف: "كنت أخاف كل يوم أن تصل هذه السموم لأحيائنا وتدمر مستقبل أطفالنا، الحمد لله على يقظة رجال الأمن." المشهد كان صادماً حين انتشرت آلاف الحبوب على طاولات التفتيش، بينما تعالت أصوات أجهزة الإنذار معلنة اكتشاف الكارثة قبل وقوعها.

لكن الأكثر إثارة للذهول كان اكتشاف 406,395 حبة كبتاجون مخبأة داخل فرو الأغنام في منفذ الحديثة، في طريقة تهريب لم يسبق لها مثيل عالمياً. هذا الأسلوب الشيطاني يعكس مدى انحطاط شبكات الإجرام التي لا تتورع عن استغلال الحيوانات البريئة لنشر سمومها. د. سعد التميمي، خبير مكافحة المخدرات، يؤكد: "هذه الكميات المضبوطة كانت كفيلة بتدمير آلاف الأسر السعودية وتحويل الشباب إلى مدمنين محطمين."

المعركة لم تقف عند هذا الحد، فقد تمكنت الفرق الأمنية من ضبط 19.2 كيلوغرام من الشبو المدمر في منفذ الربع الخالي، مخبأة في محاور معدنية مجوفة تم إعدادها بدقة شيطانية. هذه المادة السامة، التي تفوق خطورتها الكوكايين بعشرات المرات، كانت ستحول مستخدميها إلى زومبيات بشرية فاقدة للإدراك والإنسانية. أبو فهد، سائق شاحنة شاهد عملية الضبط، يقول بصدمة: "لم أتخيل أن الإجرام يصل لهذا المستوى.. كانت المشاهد مرعبة."

هذه الانتصارات الأمنية المتتالية تؤكد أن المملكة دخلت عصراً جديداً من التصدي للجريمة المنظمة باستخدام تقنيات متطورة تضعها في مقدمة الدول المحاربة للمخدرات عالمياً. العقيد محمد الغامدي، الخبير الأمني، يفخر قائلاً: "فرق زاتكا تقف حائط صد منيع أمام هذه الشبكات الإجرامية التي تحاول اختراق حصوننا." مع القبض على 11 متورطاً من مستقبلي هذه السموم، تنهار شبكة إجرامية كاملة كانت تخطط لتسميم المجتمع السعودي. هل ستجد شبكات التهريب طرقاً جديدة للنفاذ.. أم أن التقنيات السعودية المتطورة ستبقى دائماً خطوة للأمام في هذه المعركة المقدسة لحماية الوطن؟