في صدمة هزت الوسط الرياضي السعودي خلال ساعات قليلة، وقف صالح خليفة، أسطورة كرة القدم السعودية الذي خاض أكثر من 100 مباراة دولية، محرجاً أمام بوابة نادي الاتفاق في الدمام، بعدما رفض أحد أفراد الأمن السماح له بالدخول لعدم معرفته بشخصيته. الحادثة المؤلمة التي وقعت يوم الثلاثاء 11 نوفمبر، أشعلت موجة غضب جماهيرية عارمة، وسط مطالبات عاجلة بإعادة النظر في طريقة تعامل الأندية السعودية مع رموزها التاريخية.
اجتماع عاصف يحل الأزمة: في تحرك سريع لاحتواء الأزمة، عقد الرئيس التنفيذي لنادي الاتفاق حمد المطوع اجتماعاً عاجلاً مع النجم السابق في نفس يوم الحادثة. "محمد العتيبي، مشجع اتفاقي في الأربعينيات، عبر عن مشاعره قائلاً: "شعرت بالإهانة كأنني أنا من مُنع من دخول بيتي، صالح خليفة ليس مجرد لاعب، إنه جزء من تاريخنا." المطوع أكد خلال اللقاء أن "أبواب النادي مفتوحة دائماً لكل اتفاقي محب"، مشيراً إلى خطط لإطلاق مبادرات اتصالية موجهة لقدامى منسوبي النادي.
الحادثة تكشف ضعفاً واضحاً في التواصل بين إدارة النادي وموظفي الأمن، حيث لم يتم وضع بروتوكولات واضحة للتعامل مع شخصيات النادي التاريخية. د. فهد الراشد، خبير في إدارة الأندية، يؤكد أن "هذه الحوادث تؤكد أهمية التدريب المستمر لموظفي الأندية على التعرف على الرموز الرياضية." الموقف يذكر بحوادث مشابهة في أندية عالمية، كأن تُمنع أسطورة مثل البرازيلي بيليه من دخول نادي سانتوس، مما أدى لتغييرات جذرية في سياسات التعامل مع الأساطير السابقة.
الحادثة انتشرت كالنار في الهشيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مثيرة نقاشاً واسعاً حول أهمية تقدير الرموز الرياضية في مجتمعنا. أحمد الزهراني، من الجماهير الحاضرة للموقف، يروي: "رأيت الموقف بعيني، كان محرجاً للجميع، لكن الطريقة التي تعامل بها صالح مع الأمر أظهرت أخلاقه العالية." من جانبه، أعرب الكابتن صالح خليفة عن شكره لإدارة النادي، مؤكداً أن "الاتفاق يبقى بيته الأول"، ودعا جميع القدامى للالتفاف حول النادي ومساندته، محولاً المحنة إلى فرصة للتقارب وتعزيز روح الانتماء.
الأزمة تحولت من موقف محرج إلى فرصة ذهبية لتطوير العلاقة بين النادي وأساطيره، مع إعلان خطط واعدة لجمع شمل عائلة الاتفاق وإطلاق مبادرات نوعية لتكريم الرموز التاريخية. النقاش الذي أثارته القضية يؤكد على أهمية وضع معايير واضحة لتعامل المؤسسات الرياضية مع رموزها، وضرورة التوازن بين متطلبات الأمن واحترام الشخصيات المؤثرة. هل ستتعلم الأندية السعودية من هذا الدرس وتطور بروتوكولاتها، أم سنشهد مواقف مشابهة تهز ثقة الجماهير في المستقبل؟