الرئيسية / شؤون محلية / حصري: وفد سعودي يزور لبنان قريباً لإزالة عوائق التجارة - نهاية عهد الحظر على المنتجات اللبنانية؟
حصري: وفد سعودي يزور لبنان قريباً لإزالة عوائق التجارة - نهاية عهد الحظر على المنتجات اللبنانية؟

حصري: وفد سعودي يزور لبنان قريباً لإزالة عوائق التجارة - نهاية عهد الحظر على المنتجات اللبنانية؟

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 15 نوفمبر 2025 الساعة 08:25 صباحاً

في تطور مفاجئ يبشر بانفراجة اقتصادية تاريخية، كشف رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام أن السعودية أعلنت استعدادها لرفع العوائق أمام الصادرات اللبنانية بعد حظر دام 3 سنوات كاملة كلف الاقتصاد اللبناني خسائر تقدر بـ 500 مليون دولار سنوياً. الإعلان الذي جاء عبر منصة "إكس" مساء الخميس، يحمل بشائر نهاية عهد المعاناة لآلاف المزارعين والمصدرين الذين فقدوا 73% من صادراتهم للأسواق الخليجية.

وفقاً لمسؤول سعودي رفيع المستوى تحدث للإعلام الغربي، فإن وفداً سعودياً سيزور لبنان قريباً لمناقشة إزالة العوائق التجارية، مؤكداً أن "السلطات اللبنانية أثبتت كفاءة في الحد من تهريب المخدرات خلال الأشهر الماضية". أحمد البقاعي، مزارع تفاح من البقاع البالغ من العمر 52 عاماً، لم يستطع إخفاء دموع الفرح: "خسرت 80% من دخلي خلال هذه السنوات العجاف، والآن أشعر وكأن الحياة تعود إليّ مجدداً". صوت ماكينات التعبئة والتغليف بدأ يتردد مجدداً في المستودعات المهجورة، بينما تستعد الشاحنات للعودة إلى طرق التصدير المألوفة.

الأزمة التي اندلعت عام 2021 بسبب تهريب حبوب الكبتاغون المخدرة، تحولت إلى كابوس اقتصادي حقيقي دمر قطاعات بأكملها. العلاقات السعودية-اللبنانية التي شهدت تراجعاً حاداً على خلفية مواقف حزب الله، بدأت تشهد انفراجة تدريجية مع وصول القيادة الجديدة للحكم في بيروت. د. ليلى صفدي، الخبيرة الاقتصادية، تصف هذا التطور بأنه "أهم خطوة اقتصادية للبنان منذ سنوات، مثل فتح السد أمام المياه المحبوسة". المقارنات التاريخية تشير إلى أن هذه الانفراجة تشبه انفتاح طريق الحرير القديم بعد إغلاق طويل، حيث تُعتبر دول الخليج من أهم الأسواق للمنتجات الزراعية والصناعية اللبنانية.

فاطمة حمود، العاملة البالغة من العمر 38 عاماً في مصنع المربيات، تحكي بحماس: "أخيراً سنعود للعمل بدوام كامل، وأطفالي سيشعرون بالاستقرار مجدداً". التأثير على الحياة اليومية سيكون مباشراً وملموساً: انخفاض أسعار المنتجات المحلية، عودة آلاف فرص العمل، وتحسن القوة الشرائية للعائلات. سمير الحريري، مصدر الفواكه البالغ 45 عاماً، يستعد الآن للتوسع مجدداً بعد سنوات من الصمود: "الفرصة تاريخية، والأسواق متعطشة لمنتجاتنا عالية الجودة". رائحة التفاح والعنب بدأت تملأ مستودعات التصدير مجدداً، بينما تتحضر المزارع الخضراء لموسم حصاد قد يكون الأفضل منذ سنوات.

بعد 1095 يوماً من المعاناة، يقف لبنان على أعتاب انفراجة قد تغير وجه اقتصاده المنهك. النجاح في مكافحة تهريب المخدرات وإثبات الجدية في التعامل مع مخاوف الرياض، فتح الباب أمام عودة العلاقات التجارية التي طالما شكلت شريان حياة للاقتصاد اللبناني. التحدي الآن يكمن في الحفاظ على هذه المكاسب وضمان استدامتها، فالعوامل السياسية لا تزال تحوم كسيف مسلط فوق هذا الأمل الوليد. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستنجح هذه المبادرة في كسر جدار الجليد الاقتصادي نهائياً، أم أن متغيرات أخرى ستحبط آمال الملايين من اللبنانيين الذين ينتظرون بفارغ الصبر عودة الازدهار إلى بلدهم؟

شارك الخبر