الرئيسية / شؤون محلية / عاجل: إنفلونزا الطيور تمحو نصف فقمات الفيل من الخريطة - خبراء يتوقعون كارثة بيئية لا رجعة فيها!
عاجل: إنفلونزا الطيور تمحو نصف فقمات الفيل من الخريطة - خبراء يتوقعون كارثة بيئية لا رجعة فيها!

عاجل: إنفلونزا الطيور تمحو نصف فقمات الفيل من الخريطة - خبراء يتوقعون كارثة بيئية لا رجعة فيها!

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 15 نوفمبر 2025 الساعة 12:10 صباحاً

في صدمة بيئية لم يشهدها الكوكب من قبل، اختفت 53 ألف أم من فقمات الفيل في عامين فقط من أبعد نقطة على الأرض - وهذا ليس بسبب حرب أو كارثة طبيعية، بل فيروس صامت يكتب فصل الموت الأخير لواحد من أعظم المخلوقات على كوكبنا. الشواطئ التي كانت تصدح بأصوات آلاف الكائنات تحولت إلى مقبرة جليدية، والعلماء يحذرون: الساعة تدق للحظات الأخيرة، والانقراض لم يعد مجرد تهديد بل واقع نعيشه الآن.

فيروس إنفلونزا الطيور H5N1 اجتاح بوحشية مطلقة أكبر مستعمرة فقمات فيل في العالم بجزيرة جورجيا الجنوبية، مودعاً 47% من قاطنيها للأبد خلال عامين فقط. الدكتور كونور بامفورد، عالم البيئة البحرية الذي شاهد الكارثة بعينيه، يروي بصوت مكسور: "رسمت صورة أكثر قتامة مما كنت أتوقع... عادةً ما تكون فقمات الفيل سليمة تماماً، لكن العام الماضي كانت هناك فجوات هائلة، حتى على الأرض كان هناك خطأ ما." سارة، أنثى فقمة عمرها 8 سنوات، وُجدت ميتة على الشاطئ بجانب صغيرها الذي لم يولد بعد - مشهد يتكرر عبر آلاف الأمهات اللواتي حُرمن من فرصة الحياة.

الفيروس الذي بدأ رحلته المدمرة من أوروبا، اجتاح الأمريكتين كالإعصار المدمر، ووصل أخيراً إلى آخر الملاذات الآمنة في القطب الجنوبي. قبل عامين، دمر 95% من صغار فقمة الفيل في الأرجنتين - كارثة تعادل فقدان جيل كامل من الأطفال في بلد بأكمله. الآن، الموقع النائي لجزيرة جورجيا الجنوبية الذي كان يحمي 54% من فقمات الفيل المتكاثرة عالمياً، لم يعد حصناً منيعاً. الدكتور إد هاتشينسون، عالم الفيروسات الذي حذر من هذا السيناريو منذ سنوات، يقول بمرارة: "توقعت هذا، لكن الواقع أسوأ من كوابيسي."

التأثير لا يتوقف عند هذه الجزيرة النائية - بل يهدد التوازن البيئي الذي نعتمد عليه جميعاً. العلماء يكتشفون انتشار الفيروس بين أنواع أخرى في أنتاركتيكا، من طيور البطريق إلى أنواع أخرى من الثدييات البحرية. النتيجة المتوقعة مرعبة: انقراض كامل للنوع خلال عقود، تدهور السلسلة الغذائية البحرية، وفقدان جزء لا يُعوض من تراث كوكبنا. كابتن سفينة الرحلات البحرية الذي زار المنطقة 20 عاماً يصف المشهد: "لم أر صمتاً مخيفاً كهذا في حياتي - الشواطئ فارغة من أصوات الحياة، والموت يملأ الهواء."

الأزمة لم تنته بعد، والعلماء يؤكدون أن ما نشهده مجرد البداية. نصف أكبر مستعمرة فقمات في العالم اختفى خلال 24 شهراً فقط، والمؤشرات تشير إلى أن الفيروس لا يزال منتشراً. إذا لم نتمكن من حماية أبعد المناطق على الأرض من هذا الدمار الصامت، فأين يمكن لأي مخلوق على هذا الكوكب أن يجد الأمان؟ الوقت ينفد، والطبيعة تستغيث، والسؤال الآن: هل سنكون شهود موت أم شركاء في الإنقاذ؟

شارك الخبر