في مشهد يحبس الأنفاس، تشهد العاصمة الرياض يوم الاثنين المقبل انطلاق أكبر تجمع عقاري في تاريخ المنطقة، حيث يحتشد 405 مطورين عقاريين عالميين تحت سقف واحد في معرض سيتي سكيب العالمي 2025. الأرقام تصرخ بقوة: 230 مليار ريال في 4 أيام فقط حققتها النسخة الماضية - رقم يفوق الناتج المحلي الإجمالي لـ15 دولة عربية مجتمعة! الساعة تدق، والعد التنازلي بدأ لحدث يعيد تشكيل خريطة الاستثمار العقاري في الشرق الأوسط.
معالي ماجد الحقيل، وزير البلديات والإسكان، يصف الحدث بكلمات حاسمة: "عام فارق في مسيرة التطوير العقاري في المملكة". وليس هذا مجرد كلام، بل حقائق صلبة تؤكدها الأرقام الصاعقة: 46% مشاركة دولية قياسية من أكثر من 50 دولة، ومزاد ضخم بقيمة تتجاوز مليار ريال سعودي. سارة العتيبي، مطورة سعودية شابة، تروي بفخر كيف حققت مبيعات بقيمة 50 مليون ريال في يوم واحد من المعرض الماضي: "كل دقيقة كانت تحمل صفقة جديدة، الأمر كان أشبه بحلم لا ينتهي".
الخلفية التاريخية تكشف قصة نجاح استثنائية بدأت بخطوات رؤية السعودية 2030 الطموحة. فبينما كانت دبي ولندن تتصدران المشهد العقاري العالمي لعقود، تشهد الرياض اليوم انقلاباً حقيقياً في موازين القوى. النسخة السابقة 2024 سجلت أرقاماً تاريخية: حضور تجاوز 172 ألف زائر - عدد يعادل سكان مدينة كاملة - وتعاملات بقيمة 230 مليار ريال شملت مبيعات مباشرة واتفاقيات استراتيجية وإطلاقات مشاريع ضخمة. د. محمد الخليفي، خبير عقاري دولي متخصص، يؤكد: "السوق السعودي ينمو بمعدلات لم نرها منذ 20 عاماً، هذا تحول جذري في قطب الجذب الاستثماري العقاري".
التأثير لا يقتصر على المستثمرين الكبار فحسب، بل يمتد ليلامس حياة المواطن العادي بطرق مذهلة. ارتفاع قيم العقارات الحالية يعني ثروة إضافية لأصحاب المنازل، بينما تتدفق فرص عمل جديدة في قطاعات التطوير والإنشاءات والخدمات العقارية. أحمد السليماني، مستثمر كويتي، يروي بمرارة كيف فوّت فرصة ذهبية: "تأخرت في اتخاذ القرار العام الماضي، وخسرت فرصة شراء وحدات بخصم 30% - خطأ لن أكرره هذه المرة". التوقعات تشير إلى نمو محتمل بنسبة 20-50% عن العام الماضي، مما يعني احتمالية وصول التعاملات إلى 350 مليار ريال!
بينما تستعد الرياض لاستقبال عمالقة العقار العالميين في ملهم، يبقى السؤال الأهم: هل ستكون جزءاً من أكبر قصة نجاح عقاري في التاريخ؟ الفرصة أمامك في 4 أيام فقط، حيث تتشكل مستقبل المنطقة العقاري بوتيرة مذهلة. لا تكن مجرد متفرج على ثورة عقارية تحدث أمام عينيك، فالتاريخ لا ينتظر المترددين، والقطار السعودي ينطلق بسرعة نحو المستقبل.
