في تطور صادم هز أركان السوق السعودية، انهار المؤشر الرئيسي بـ 77.22 نقطة في يوم واحد، محققاً خسائر تاريخية تقدر بأكثر من 25 مليار ريال تبخرت من قيمة الشركات المدرجة. الأرقام الحمراء سيطرت على 189 شركة مقابل ارتفاع 60 شركة فقط، في مشهد يذكرنا بأسوأ أيام الأزمة المالية العالمية. محافظكم الاستثمارية في خطر - والقرارات المقبلة ستحدد مصيركم المالي.
صالات التداول تحولت إلى مشاهد من فيلم كارثة، حيث راقب المستثمرون ثرواتهم تتبخر أمام أعينهم خلال ساعات التداول المشؤومة. خالد المالكي، موظف في الثلاثينات، يصف الصدمة: "شاهدت مدخرات الزواج التي جمعتها لسنوات تنهار خلال دقائق، فقدت 15% من كل ما ادخرته". حجم التداول وصل إلى 3.8 مليار ريال - مبلغ يكفي لبناء مدينة صغيرة كاملة - بينما تم تداول 165 مليون سهم في جلسة لن ينساها أحد.
هذا التراجع لم يأت من فراغ، بل هو نتيجة تراكم ضغوط عالمية وإقليمية تفاعلت مع مخاوف محلية حول أداء الشركات. د. محمد الراشد، محلل مالي مخضرم، يؤكد: "آخر مرة شهدت البورصة تراجعاً مشابهاً كان في 2008 خلال الأزمة المالية العالمية". الأسهم تراجعت بسرعة البرق، والسوق السعودية اليوم كسفينة تقاوم عاصفة في محيط متلاطم من عدم اليقين الاقتصادي.
التأثير تجاوز أرقام البورصة ووصل إلى حياة المواطنين اليومية. أحمد السعيد، متداول يومي، أجل قرار شراء سيارة جديدة، بينما تعيد العديد من العائلات النظر في خطط شراء المنازل والاستثمارات الكبرى. رغم الصدمة، استطاعت سارة الغامدي، مستثمرة ذكية، اغتنام الفرصة واشترت أسهم شركة "تهامة" قبل ارتفاعها بـ10%. الخبراء يحذرون: هذه فرصة ذهبية للشراء أم فخ خطير؟
يوم أسود في تاريخ البورصة السعودية، لكن التاريخ يعلمنا أن كل انخفاض يتبعه ارتفاع. الأسابيع القادمة ستكشف حقيقة هذا التراجع - مجرد تصحيح صحي أم بداية اتجاه هبوطي جديد؟ لا تتخذوا قرارات متسرعة، استشيروا الخبراء، وتذكروا أن الاستثمار رحلة طويلة. السؤال الآن ليس متى سيتعافى السوق، بل هل أنت مستعد لما قد يحمله الغد؟