في تطور صادم يهز أركان الكرة العربية، كشف الساحر الفرنسي هيرفي رينارد عن خطته السرية لتحويل الأخضر إلى قوة مرعبة خلال 8 أشهر فقط، عبر سلسلة من المواجهات النارية ضد عمالقة القارات. قرارات جريئة وخيارات صادمة تعيد رسم خريطة المنتخب السعودي قبل معركة كأس العرب المرتقبة، بينما تتصاعد التساؤلات: هل يكفي هذا الوقت القصير لصنع المعجزة؟
المدرب الذي قاد منتخبات عربية للمجد من قبل، يراهن على الصدمة كوسيلة للنجاح. "اخترت مواجهة منتخبات قوية في هذه الفترة لأننا ننتظر بعد 8 أشهر بطولة من أقوى البطولات"، قال رينارد بثقة تشع من عينيه في المؤتمر الصحفي. سعود عبدالحميد، البطل الصاعد الذي يكتب قصة نجاح في أوروبا، يجد نفسه في قلب هذه الثورة التكتيكية، بينما محمد أبو الشامات، النجم المحبوب، يدفع ثمن هذه الفلسفة الجديدة بغيابه المفاجئ عن القائمة.
خلف الكواليس، تكشف مصادر مقربة عن معاناة حقيقية مع موجة إصابات ضربت المنتخب كالعاصفة المفاجئة. نوفمبر، الشهر اللعين كما يسميه رينارد، يفرض تحدياً مضاعفاً على اللاعبين الذين بدأوا موسماً طويلاً وشاقاً. "هذه المرحلة تأتي بعد وقت قصير من بداية الموسم، لذلك يجب الاعتناء باللاعبين بشكل جيد"، يحذر الفرنسي بنبرة تنم عن قلق حقيقي. مثل البرازيل في استعداداتها لكأس العالم 2002، يختار رينارد طريق المواجهات الصعبة، معتقداً أن النار وحدها تصنع الذهب.
النتيجة المباشرة لهذه الفلسفة تظهر في وجوه جديدة تقتحم القلعة الخضراء: مراد هوساوي، وليد الأحمد، سلطان مندش - أسماء قد تعيد كتابة تاريخ الكرة السعودية أو تصبح مجرد ذكرى عابرة. الجماهير منقسمة بين الخوف من التغيير الجذري والطمع في تحقيق حلم عربي جديد. في المقاهي الشعبية ومجالس الرياض وجدة، تحتدم النقاشات حول حكمة استبعاد الوجوه المألوفة مقابل المغامرة بالجديد. تجربة الثنائي السعودي في أوروبا تضيف بعداً جديداً للمعادلة، حيث يواجهان تحدي إقناع مدربين لا يعرفون الكثير عن المواهب السعودية.
بينما تدق ساعة العد التنازلي نحو كأس العرب، يقف رينارد على مفترق طرق تاريخي. خطته السرية إما أن تصنع جيلاً ذهبياً جديداً يرفع راية العرب عالياً، أو تكون مخاطرة كلفت الأخضر فرصة ذهبية. الثمانية أشهر القادمة ستكون أقصر من الوقت اللازم لتعلم لغة جديدة، لكنها قد تكون كافية لتعليم منتخب عربي كيف يصبح أسطورة. السؤال الذي يؤرق عشاق الكرة: هل ستصنع قرارات رينارد الجريئة مجداً جديداً، أم ستدفع الأخضر ثمناً باهظاً لهذه المغامرة النارية؟