في لحظة تاريخية هزت عالم المصارعة الحرة من أقصاه إلى أقصاه، حقق جون سينا المستحيل بعمر 47 عاماً وبعد 20 عاماً من الانتظار المضني، ليفوز ببطولة الإنتركونتيننتال لأول مرة في مسيرته ويحقق الجراند سلام الأسطوري. الرجل الذي لم يخسر أبداً أمام الجماهير، قرر أن يخسر آخر معركة له ضد الزمن في ليلة 13 ديسمبر 2025 - آخر فرصة لترى أسطورة حية قبل أن تصبح مجرد ذكرى لا تُنسى.
في مباراة عاطفية استمرت 23 دقيقة مليئة بالصراع الشرس أمام 18,500 مشجع في ملعب بوسطن المكتظ، تمكن سينا من هزيمة دومينيك ميستيريو وانتزاع اللقب الذي طالما راوده. تصفيق رعدي استمر 12 دقيقة متواصلة ملأ أرجاء الملعب، بينما تردد صدى صيحات "You Can't See Me" في أجواء مشحونة بالعاطفة والقشعريرة. أحمد المصري، 35 عاماً، مشجع منذ الطفولة، لم يستطع إخفاء دموعه قائلاً: "شعرت وكأنني أودع أخي الأكبر، الذي علمني ألا أستسلم أبداً".
هذا الانتصار لم يأت من فراغ، بل يمثل عودة للجذور حيث بدأ مشواره الاحترافي في نفس المدينة قبل عقدين من الزمن. خبراء المصارعة يقارنون هذه اللحظة باعتزال أساطير مثل شون مايكلز وريك فلير، مثل النجم الذي ينطفئ في أوج سطوعه، تاركاً ضوءه في الذاكرة إلى الأبد. د. محمد الرياضي، محلل مصارعة، يؤكد: "سينا غير معادلة النجاح في عالم الترفيه الرياضي، و17 لقباً عالمياً يوازي ارتفاع برج إيفل من الإنجازات".
التأثير على محبي المصارعة حول العالم فوري وعميق، حيث سيفقدون مصدر إلهام يومي رافقهم طوال عقدين كاملين. سارة الخليجية، 28 عاماً، التي جمعت توقيعات لتكريمه تقول بحزن عميق: "علمني معنى عدم الاستسلام، وداعه يعني فقدان جزء من طفولتنا". المؤشرات تشير إلى ارتفاع مشاهدات عروضه القديمة بنسبة 500%، بينما ترتفع أسعار منتجاته التذكارية بشكل جنوني. عمر التونسي، الذي حضر 15 عرضاً له، يصف الليلة قائلاً: "كانت كالحلم، مليئة بالدموع والفرحة، جماهير رفضت مغادرة الملعب لساعة كاملة".
بعد مسيرة استثنائية بـ47 عاماً من العمر، 20 عاماً من العطاء، و17 لقباً عالمياً، يستعد سينا للانتقال نهائياً إلى هوليوود مع الحفاظ على إرث يبقى للأجيال القادمة. مشاريعه السينمائية الجديدة تنتظره بداية 2026، لكن الأسئلة المؤلمة تتدفق من قلوب الملايين: هل سنرى يوماً مصارعاً آخر يجمع بين القوة والأخلاق مثل جون سينا؟ أم أن عصر الأساطير الحقيقية انتهى إلى الأبد مع رحيل آخر فرسان الحلقة؟