في يوم صاخب من الاضطراب الاقتصادي، استيقظت العاصمة اليمنية صنعاء على خبر ثابت: أسعار صرف الدولار والريال السعودي مقابل الريال اليمني لم تشهد تغيراً يُذكر لليوم الثاني على التوالي، مسجلةً بذلك رقم 530.50 ريال يمني للدولار و140 ريال للريال السعودي. هذا التجميد المفاجئ في الأسعار يأتي كنفَسٍ مُنعشٍ في وقت فقد فيه الريال 96% من قيمته منذ بدء الأزمة. الخبراء يدقون ناقوس الخطر: هذا مجرد هدوء ما قبل العاصفة الاقتصادية القادمة.
في بيان رسمي نُشر عبر الموقع الإلكتروني للبنك المركزي اليمني في صنعاء، تم التأكيد على ثبات أسعار الصرف عند الحدود الحالية، مما حقق استقراراً مؤقتاً في السوق. واحدة من الشخصيات المحورية، "د. محمد الحميري"، عبر عن رأيه قائلاً: 'هذا التوقف المؤقت قد يكون بادرة لاستقرار نسبي منقذ'. ومع ذلك، قلق التجار لم يتبدد بعد، حيث يترقب الجميع أي تغيير طارئ يمكن أن يقذف بالأسعار مجدداً نحو الهاوية. "أحمد المقطري"، تاجر يمني، قال للحاضرين في محله بقلق: 'ثبات اليوم لا يعني بالضرورة استقراراً دائماً'.
تاريخياً، اليمن قد شهد من قبل مثل هذه الفترات من الهدوء، حيث كانت التحولات السعرية المفاجئة تذكرنا بانهيارات عملات مشابهة كسيناريو ألمانيا في العشرينيات أو فنزويلا الحديث. الأسباب الحقيقية لهذه الأزمة ما زالت كامنة في الصراع المستمر ونقطة الانقسام بين السلطات النقدية. الباحثون الاقتصاديون مثل د. سعاد الأكوع يحذرون من أن الثبات اليوم مرتبط بعوامل خارجية غير مضمونة.
على الصعيد العملي، هذا الثبات يقدم فرصة للأسر والتجار للتخطيط لمشترياتهم دون القلق من تقلبات سعرية فورية. محاذير كثيرة لاتزال تلوح بالأفق، إذ أن أي تطور سياسي غير متوقع قد يعيد الكرة إلى مربع الصفر. في حين أن أحد الآراء الإيجابية أشار إلى أن هناك فرصة للاستفادة من هذا الاستقرار لطرح سياسات اقتصادية جديدة تدعم الانتعاش النقدي، إلا أن الرهان على النتائج المستقبلية مبني على هشاشة سياسية وعسكرية. يبقى السؤال المفتوح: هل يستطيع اليمن استغلال هذه النافذة الزمنية لتعزيز موقف عملته وتجنيبها كارثة جديدة؟
في ختام هذا اليوم الحافل، يدعو المصرفيون والمختصون الجمهور لمتابعة الأسعار يومياً واستعمال الحذر الشديد في عمليات التداول الكبيرة. ربما يحمل الغد في طياته بداية لانتعاش أو قد يكون بداية لنهاية جديدة، ولكن السؤال الجوهري الذي يبقى بلا إجابة قاطعة هو: "هل يمثل ثبات سعر الصرف اليوم بداية الصعود، أم مجرد استراحة محارب في معركة تعملقها التحديات؟"