في تطور مثير للجدل هز الشارع التونسي الرياضي، يستعد علي معلول لكسر صمت دام 730 يوماً من الغياب المؤلم، ليعود إلى أجواء المنتخب الوطني في مواجهة حاسمة أمام موريتانيا بملعب رادس. النسر العائد يحط رحاله أخيراً بعد أطول غياب في مسيرته، بينما تنبض قلوب 11 مليون تونسي بالأمل والخوف معاً، في ظل العد التنازلي المرعب: 41 يوماً فقط تفصلنا عن أهم اختبار لنسور قرطاج في كأس أمم أفريقيا 2025.
ملعب رادس سيشهد أمس الأربعاء عودة الأسطورة التي غابت طويلاً، حيث يتطلع سامي الطرابلسي لاستغلال خبرة معلول التي لا تقدر بثمن في تعزيز الخط الخلفي المهتز. أحمد الجماهيري، مشجع محبط يبلغ 45 عاماً، يعبر عن مشاعره المختلطة: "انتظرنا عودته كما ننتظر المطر في الصحراء، لكن القلق يعتصرنا... هل مازال قادراً على العطاء؟" الإحصائيات تشير إلى أن آخر ظهور لمعلول كان أمام ناميبيا في نسخة 2023 المشؤومة، التي شهدت خروجاً مبكراً مدوياً من الدور الأول.
الذاكرة التونسية مازالت تنزف من جراح كوت ديفوار 2023، حيث انهارت الأحلام على صخرة الواقع المر في الدور الأول. الفشل المدوي آنذاك يلقي بظلاله الثقيلة على التحضيرات الحالية، خاصة مع اقتراب موعد الحقيقة في المغرب. د. محمد الرياضي، محلل كرة القدم، يؤكد: "عودة معلول كعودة صلاح الدين إلى القدس بعد سنوات المنفى، لكن الأسئلة تبقى حول قدرته على استعادة بريقه السابق". التشكيلة المرتقبة تضع معلول كبديل محتمل للعابدي، في إشارة واضحة لحذر الطرابلسي من المغامرة.
في شوارع تونس العاصمة، تختلط مشاعر الترقب والخوف بين الجماهير العطشى للأمجاد. سمير المتفائل، 28 عاماً، يحكي وهو يرتدي قميص المنتخب القديم: "معلول ليس مجرد لاعب، إنه رمز للصمود والعودة القوية". التوقعات تتزايد بشكل خطير، فالشارع التونسي يحلم بتعويض سنوات الإحباط والوصول إلى نصف النهائي على الأقل. لكن المخاطر محدقة: الإفراط في التوقعات قد يحول النعمة إلى نقمة، خاصة مع ضغط الزمن والحاجة لبناء انسجام سريع قبل انطلاق البطولة في 21 ديسمبر.
عودة معلول تحمل في طياتها أكثر من مجرد تعزيز دفاعي، إنها رسالة أمل لجيل كامل فقد الثقة في قدرة النسور على التحليق عالياً. المغرب 2025 قد تكون محطة التتويج التاريخي أو مقبرة الأحلام مرة أخرى. الوقت حان للوقوف خلف نسور قرطاج بقوة، فالفرص الذهبية لا تتكرر كثيراً في عالم كرة القدم. هل ستكون عودة معلول بداية حقبة ذهبية جديدة، أم مجرد فصل آخر في مسلسل الآمال المحطمة؟