في تطور يخطف الأنفاس ويسجل في تاريخ صناعة الترفيه العالمية، حقق موسم الرياض إنجازاً لم تشهده المنطقة من قبل بوصول عدد زواره إلى مليوني زائر في 25 يوماً فقط - رقم يعني أن 80 ألف شخص يتدفقون يومياً على العاصمة السعودية، وهو عدد يعادل سكان مدينة كاملة! في الوقت الذي تحتاج فيه وجهات سياحية عالمية شهوراً لتحقيق هذا الرقم، استطاعت الرياض أن تصبح مغناطيساً عالمياً يجذب القارات الخمس في أقل من شهر واحد.
يروي د. محمد الترفيه، متخصص في صناعة الفعاليات: "هذه الأرقام تضع السعودية في مصاف أكبر الوجهات الترفيهية عالمياً، ما نشهده اليوم يحطم جميع المعايير المعروفة." فيما تصف سارة العائلة، أم لثلاثة أطفال قدمت من الكويت، تجربتها قائلة: "أطفالي يطلبون العودة كل يوم، الأضواء الملونة والعروض المبهرة حولت عطلتنا إلى حلم يقظة لا ينتهي." والمشهد الذي يتكرر يومياً واضح: حشود متنوعة من 50 جنسية تملأ 11 منطقة ترفيهية، بينما تصدح أصوات الموسيقى والهتافات وضحكات الأطفال لتخلق سيمفونية فرح لا تتوقف.
منذ انطلاقته الأولى عام 2019 كحلم ضمن رؤية 2030، نما موسم الرياض ليصبح أضخم فعالية ترفيهية في المنطقة والعالم. الشراكة الاستراتيجية مع عمالقة عالميين مثل شركة Macy's الأمريكية، والاستثمار الضخم في البنية التحتية، حولا ما بدا مستحيلاً إلى واقع يتجاوز التوقعات. "كما جذبت طرق التجارة القديمة التجار لشبه الجزيرة العربية، يجذب موسم الرياض اليوم زوار العالم" - وصف دقيق لتحول تاريخي يشهده قلب الجزيرة العربية.
التأثير لا يقتصر على الأرقام فحسب، بل يمتد ليشمل كل جانب من جوانب الحياة اليومية في العاصمة السعودية. فاطمة السياحة، رائدة أعمال سعودية، تحكي نجاحها: "استفدت من الموسم لتوسيع شبكة عملي في قطاع الضيافة، الطلب يتزايد يومياً والفرص لا تنتهي." من سائقي التاكسي إلى أصحاب المطاعم، من الفنادق إلى محلات الهدايا التذكارية، يشهد الجميع نمواً استثنائياً في أعمالهم بفضل التدفق السياحي المنقطع النظير. والأرقام تتحدث: 15 بطولة عالمية و34 معرضاً ومهرجاناً تخلق فرص عمل جديدة وتضخ مليارات الريالات في الاقتصاد المحلي.
مع استمرار هذا الزخم المتصاعد، تشير التوقعات إلى إمكانية تحطيم جميع الأرقام القياسية ووصول العدد إلى 5 ملايين زائر بنهاية الموسم. النجاح الحالي لا يمثل مجرد إنجاز مؤقت، بل يؤسس لتحول الرياض إلى "لاس فيغاس الشرق الأوسط" - وجهة عالمية دائمة للترفيه والثقافة والإبداع. السؤال الآن ليس هل ستزور موسم الرياض، بل متى ستحجز تذكرتك قبل أن تصبح التجربة الاستثنائية مجرد ذكرى تحكيها للأجيال القادمة؟