في تصريح مدوي هز أوساط المستثمرين والخبراء الاقتصاديين، كشف ضاحي خلفان خليل، نائب قائد شرطة دبي، عن حقيقة صادمة قد تغير وجه أفريقيا إلى الأبد: السودان يجلس على كنز اقتصادي بقيمة 500 مليار دولار سنوياً - رقم يفوق اقتصادات معظم الدول العربية مجتمعة! وفي تدوينة نارية على موقع "إكس"، أكد الخبير الأمني الإماراتي أن هذا العملاق النائم يملك كل المقومات ليصبح أغنى دولة في القارة السمراء خلال عقدين فقط.
الأرقام التي كشفها ضاحي خلفان تبدو وكأنها من عالم الخيال، لكنها حقيقة مدعومة بالدراسات والتقديرات الاقتصادية. 200 مليار دولار من الزراعة وحدها سنوياً - رقم يعادل الناتج المحلي الإجمالي لمصر والمغرب مجتمعتين! محمد الاستثماري الإماراتي يعبر عن حماسه قائلاً: "نحن ننتظر لحظة الاستقرار لنضخ مليارات الدولارات في هذا الكنز المدفون." فيما تشير التقديرات إلى أن الصناعات التحويلية وحدها يمكن أن تدر ما بين 200-250 مليار دولار، بينما الذهب والمعادن قادرة على ضخ 30 مليار دولار إضافية.
لكن خلف هذه الأرقام الذهبية تكمن قصة مؤلمة لشعب يعيش على أغنى أرض في القارة بينما يعاني من الفقر والحروب. السودان الذي كان يُلقب بـ"سلة غذاء العالم العربي" يملك أراضي زراعية تعادل مساحة مصر والعراق والشام مجتمعة، ومياه النيل تجري عبر أراضيه كشريان الحياة الذي يمكن أن يروي القارة بأكملها. د. عبدالرحمن، المتخصص في التنمية الأفريقية، يؤكد: "السودان مثل عملاق نائم يجلس على كنز دفين - الإمكانيات موجودة، لكن الحاجة ملحة للإدارة الرشيدة والاستقرار السياسي."
التحول المنشود ليس مجرد حلم، بل واقع قابل للتحقيق إذا نظرنا إلى نموذج دولة الإمارات التي تحولت من الصحراء إلى واحة الثراء في نصف قرن. أحمد محمد، المزارع السوداني الذي فقد أرضه بسبب الحرب ويعيش الآن في مخيم للاجئين، يحلم بالعودة: "أرضي كانت تنتج ما يكفي لإطعام قرية كاملة، وإذا عاد الأمن، ستنتج ما يكفي لإطعام مدينة." فيما تتطلع فاطمة، المهندسة الزراعية السودانية، بأمل كبير: "نحن جيل يحمل المعرفة والخبرة، وننتظر فقط الفرصة لنحول صحارى بلدنا إلى جنات خضراء."
السؤال الذي يحير الخبراء والمستثمرين اليوم: هل سيستيقظ العملاق السوداني أخيراً من سباته الطويل؟ التحديات واضحة - الاستقرار السياسي أولاً، ثم البنية التحتية والكوادر المدربة. لكن الفرصة تاريخية: 20 عاماً فقط تفصل السودان بين أن يبقى في دائرة الفقر أو يصبح نموذجاً يُحتذى به في النهضة الأفريقية. الكنز موجود، والخريطة واضحة، والسؤال الوحيد المتبقي: متى ستبدأ الرحلة نحو الثراء؟