في تطور مؤثر يعكس حرص القيادة السعودية على أبنائها المبدعين، قام نائب أمير الرياض بزيارة استثنائية للإعلامي طارق الحميد في المستشفى، بعد إصابته بجلطة دماغية مفاجئة هزت الوسط الإعلامي السعودي. الحقيقة المذهلة أن كل 4 ثواني تضرب جلطة دماغية شخصاً في مكان ما بالعالم، وفي لحظة واحدة يمكن أن تتغير حياة إنسان من النشاط والعطاء إلى صراع حقيقي مع المرض.
وخلال هذه الزيارة التي لاقت تفاعلاً واسعاً، أكد الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز أن حالة طارق الحميد تشهد تحسناً ملحوظاً، مشيراً إلى أن "طارق الحميد وقلمه غاليان علينا" كما نُقل عن المسؤولين. د. عبدالله الشهري، استشاري طب الأعصاب، يؤكد أن التدخل السريع خلال الساعات الذهبية يقلل من مضاعفات الجلطة بنسبة 90%. محمد الغامدي، زميل طارق الحميد في الوسط الإعلامي، روى لحظات الصدمة: "شاهدنا كيف تغير كل شيء في ثوانٍ معدودة أثناء اجتماع التحرير".
وتأتي هذه الزيارة لتؤكد استمرار التقليد الملكي في تقدير رجال الفكر والإعلام، مثلما فعل الملك فيصل عندما زار الشاعر أحمد شوقي في المستشفى عام 1932. الخبراء يشيرون إلى أن ضغوط المهنة الإعلامية ونمط الحياة السريع من العوامل المؤثرة، خاصة وأن السعودية شهدت زيادة 15% في حالات الجلطات خلال العقد الماضي. الفريق الطبي المتخصص يتابع الحالة عن قرب منذ لحظة الوصول، وتوقعات التعافي التدريجي مع المتابعة المكثفة تبدو إيجابية.
هذا الحدث يذكّر كل منا بأهمية الفحوص الدورية والانتباه لعلامات الخطر، خاصة وأن 80% من حالات الجلطة الدماغية قابلة للوقاية بتغيير نمط الحياة. أحمد العريفي، قارئ من الرياض يبلغ 52 عاماً، أصيب بجلطة مماثلة الشهر الماضي ولا يزال في العلاج الطبيعي، يقول: "لم أتوقع أبداً أن يحدث لي هذا، كنت أعتقد أنني بصحة جيدة". د. سارة المالكي، طبيبة أعصاب بمستشفى الملك فهد التي تقود فريقاً طبياً متطوراً، تؤكد أن الوعي بعلامات الجلطة ينقذ مئات الأرواح سنوياً.
تعكس هذه الزيارة الكريمة قيم الرعاية والتقدير التي تتميز بها القيادة السعودية تجاه أبنائها المبدعين، بينما تنتشر موجة تضامن واسعة من الوسط الإعلامي والجماهير الذين يدعون للشفاء العاجل. الأمل يبقى كبيراً في الشفاء التام وعودة العطاء الإعلامي المميز، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: في عصر السرعة والضغوط المتزايدة، متى ستكون آخر مرة فحصت فيها صحتك بعناية؟