الرئيسية / شؤون محلية / حصري: داخل عقل القدية الإلكتروني - 12 ألف نقطة تحكم تراقب كل شيء بـ2 مليار ريال!
حصري: داخل عقل القدية الإلكتروني - 12 ألف نقطة تحكم تراقب كل شيء بـ2 مليار ريال!

حصري: داخل عقل القدية الإلكتروني - 12 ألف نقطة تحكم تراقب كل شيء بـ2 مليار ريال!

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 12 نوفمبر 2025 الساعة 07:20 مساءاً

في تطور يعيد تعريف مفهوم المدن الذكية في المنطقة، تكشف القدية عن شبكة عصبية تقنية مذهلة تضم 12 ألف نقطة تحكم ذكية تراقب وتدير كل تفصيل في المدينة - عدد يفوق سكان مدن بأكملها! هذا النظام التقني الجبار، الذي يعمل باستثمارات تجاوزت ملياري ريال حتى الآن, يمثل ثورة حقيقية في عالم إدارة المدن. والصادم أن هذا مجرد 1% من المشروع الكامل - فماذا ينتظرنا عندما تكتمل الرؤية؟

يكشف عبدالرحمن العلي، الرئيس التنفيذي لتقنية المعلومات في القدية، عن سر هذا التطور المذهل: "نتمكن من معرفة أي خلل أو عائق قد يؤثر في تجربة الزائر قبل حدوثه والعمل على معالجته فوراً". هذه النقاط الذكية تعمل كعيون وآذان المدينة، تراقب منتزهات سيكس فلاجز وأكوا أريبيا، وتشرف على أنظمة الوقوف الذكي والأمن السيبراني على مدار الساعة. سارة المطورة، التي انضمت لفريق القدية قبل سنتين، تصف مشاعرها: "أشعر أنني أبني مستقبل المدن، كل يوم نكتشف إمكانيات جديدة لم نحلم بها من قبل".

هذا التطور ليس مجرد لعبة تقنية، بل ضرورة استراتيجية في عالم يتسارع نحو الرقمنة. ووفقاً لإحصائيات عالمية، فإن 87% من قادة التقنية حول العالم يعتبرون مراقبة الأنظمة وضمان جودة الأداء من أبرز التحديات التي تواجههم. القدية لا تكتفي بمواكبة هذا التطور، بل تقوده من خلال شراكات مع عمالقة التقنية مثل جوجل كلاود وأمازون ومايكروسوفت. المشروع يشبه بناء أول شبكة سكك حديدية في المنطقة قبل قرن - ثورة في النقل والاتصال ستغير وجه المستقبل.

التأثير على حياتنا اليومية سيكون جذرياً ومباشراً. تخيل أن تدخل مدينة تعرف تفضيلاتك وتحجز لك موقف السيارة تلقائياً، وتقترح عليك الأنشطة المناسبة، بل وتتوقع احتياجاتك قبل أن تطلبها! عبدالله الزائر يحكي تجربته الأولى: "دخلت المدينة فوجدت كل شيء جاهز لاستقبالي، كأن المدينة تقرأ أفكاري". هذا ليس خيال علمي، بل واقع يتشكل اليوم. المشروع يتوقع توليد 325 ألف فرصة عمل جديدة والمساهمة بـ135 مليار ريال سنوياً في الناتج المحلي - أرقام تضع السعودية في مقدمة الدول التقنية عالمياً.

مع قطار سريع بسرعة 250 كيلومتر في الساعة يربط المطار والمركز المالي بالمدينة في 30 دقيقة فقط، تصبح القدية ليس مجرد وجهة ترفيهية، بل مركز حضاري متكامل. إذا كانت المرحلة الحالية تمثل 1% فقط من الحجم المستهدف، فهذا يعني أننا أمام مشروع بقيمة مئات المليارات سيعيد تشكيل خريطة المنطقة التقنية. السؤال الذي يطرح نفسه اليوم: هل ستكون جزءاً من هذا التحول التاريخي الذي يحدث أمام أعيننا، أم ستكتفي بمشاهدة المستقبل وهو يُبنى بأيدي آخرين؟

شارك الخبر