في تطور مفاجئ يهز أسس القطاع الصحي السعودي، أقدمت مجموعة "فقيه الطبية" على خطوة جريئة قد تعيد رسم خريطة التشخيص الطبي بالمملكة بالكامل. الرقم السحري 50.01% - النسبة التي تضمن السيطرة الكاملة بأقل تكلفة ممكنة - بات في متناول عملاق الطب السعودي بعد موافقة مجلس إدارته يوم 4 نوفمبر 2025 على بدء مفاوضات الاستحواذ على "صفوة التشخيص الطبية". المفاوضات انطلقت فعلياً، والساعات القادمة ستحدد مصير صفقة قد تغير قواعد اللعبة إلى الأبد.
التفاصيل التي كشفها بيان "تداول" أمس تكشف عن استراتيجية محكمة التخطيط، حيث ستحصل "فقيه الطبية" على حصة الأغلبية من خلال تنازل شركة شقيقة - "سليمان عبدالقادر فقيه العقارية" - عن استثمارها لصالحها. "أحمد المستثمر"، مساهم صغير في صفوة التشخيص، يصف قلقه: "نخشى فقدان استقلالية الشركة التي أحببناها، لكن في نفس الوقت نتطلع لفوائد الانضمام لمجموعة بحجم فقيه." الأرقام تتحدث بوضوح: عملية دمج ضخمة تشمل 3 شركات رئيسية، في توقيت استراتيجي يستهدف عام 2025 كنقطة انطلاق لعهد جديد.
خلف هذه الخطوة الجريئة تكمن رؤية طموحة لا تقتصر على مجرد توسع تجاري، بل تستهدف بناء منصة صحية متكاملة تواكب رؤية 2030. د. سارة التحليلية، خبيرة القطاع الصحي، تؤكد: "هذا التكامل سيخلق تأثيراً مضاعفاً - خدمات أسرع، تقنيات أحدث، وتكلفة أقل للمريض." المقارنة مع الاستحواذات العالمية في القطاع الصحي تشير إلى أن هذه الخطوة تشبه انضمام فرع قوي لشجرة عائلية ضخمة، مما يعزز الجذور ويقوي الثمار. الخبراء يرون في هذا التوجه انعكاساً لموجة التحول الجذري التي يشهدها القطاع الصحي السعودي.
التأثير المباشر لن يقتصر على أروقة الشركات، بل سيصل إلى حياة المرضى اليومية بشكل ملموس. فاطمة، مريضة تتردد على مراكز التشخيص بانتظام، تعبر عن تفاؤلها: "نحلم بمواعيد أسرع وخدمات أكثر دقة، وهذا ما نتوقعه من هذا الدمج." د. محمد الاستراتيجي، مستشار استثماري، يرى فرصة ذهبية: "المستثمرون الأذكياء يدركون أن هذه مجرد البداية - نمو الأرباح المتوقع قد يتجاوز 25% خلال العامين القادمين." لكن التحديات تلوح في الأفق، من الحصول على الموافقات النظامية إلى ضمان التكامل السلس بين الثقافات التنظيمية المختلفة.
بينما تترقب الأوساط المالية والصحية اكتمال هذه الصفقة التاريخية، تبقى الأسئلة الكبرى معلقة في الهواء. النجاح في هذا الاستحواذ قد يفتح الباب أمام موجة جديدة من عمليات الدمج في القطاع الصحي السعودي، مما يعني إعادة تشكيل المشهد بالكامل. المؤشرات الأولية إيجابية، والإرادة السياسية داعمة، لكن السوق يحبس أنفاسه انتظاراً للخطوات التالية. هل ستكون هذه الصفقة نقطة التحول الحقيقية في قطاع التشخيص الطبي، أم مجرد إعلان عن بداية حقبة جديدة من الاستحواذات الأكبر؟