الرئيسية / شؤون محلية / رسمي: وفاة الأمير عبدالله بن فهد بن عبدالله خارج المملكة - الصلاة عليه بعد العصر في الرياض
رسمي: وفاة الأمير عبدالله بن فهد بن عبدالله خارج المملكة - الصلاة عليه بعد العصر في الرياض

رسمي: وفاة الأمير عبدالله بن فهد بن عبدالله خارج المملكة - الصلاة عليه بعد العصر في الرياض

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 03 ديسمبر 2025 الساعة 11:25 مساءاً

في لحظة مفعمة بالحزن والإجلال، أعلن الديوان الملكي السعودي عن انتقال صاحب السمو الأمير عبدالله بن فهد بن عبدالله إلى رحمة الله تعالى خارج حدود الوطن، حيث تنطفئ شمعة من شموع النسب الشريف الممتد عبر سبعة أجيال من آل سعود الكرام. في عصر تتسارع فيه الأخبار عبر الهواتف الذكية، ما زالت الكلمة الرسمية المنقوشة على ورق الديوان الملكي تحمل هيبة وجلالاً لا يضاهيان، وخلال ساعات قليلة ستشهد العاصمة الرياض لحظة وداع تاريخية في أروقة جامع الإمام تركي بن عبدالله العريق.

تردد صدى النبأ الحزين في قصور الرياض وشوارعها، حيث تلا المتحدث الرسمي البيان المهيب: "تغمده الله بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه وأسكنه فسيح جناته، إنا لله وإنا إليه راجعون". أحمد العتيبي، موظف حكومي يبلغ من العمر 45 عاماً، وقف أمام شاشة التلفزيون في مكتبه وعيناه تحملان بريق الحزن: "الأمير عبدالله كان رمزاً للكرامة والنبل، وفاته خسارة لكل سعودي شريف". المشهد المؤثر تكرر في آلاف البيوت السعودية، حيث توقف الناس لحظات صمت إجلالاً لذكرى الفقيد، بينما تصاعد عبق البخور من المساجد استعداداً لاستقبال المصلين بعد العصر.

آل جلوي، هذا الفرع العريق من الأسرة السعودية المالكة، نسج عبر التاريخ خيوط مجد لا تنقطع منذ تأسيس الدولة السعودية الحديثة قبل تسعة عقود. الدكتور عبدالرحمن الراشد، المؤرخ المتخصص في شؤون الأسرة المالكة، يؤكد بصوت ملؤه الاحترام: "آل جلوي لهم بصمات لا تُمحى في تاريخ هذا الوطن العزيز، وكل فرد منهم يحمل إرث أجداد عظام". هذا التقليد الراسخ في الإعلان الرسمي عن وفيات أفراد الأسرة المالكة يعكس احتراماً عميقاً للبروتوكولات التي ورثتها الأجيال، كما فقدت الأمة عمالقة التاريخ من الملوك والأمراء، تفقد اليوم أحد أبناء الأسرة المالكة الكريمة.

فاطمة السليم، مواطنة من سكان الرياض تبلغ 38 عاماً، شاهدت موكب المصلين يتجهون نحو جامع الإمام تركي وقالت بصوت مخنوق بالعبرة: "المشهد مؤثر جداً، ترى الناس تتوافد بصمت وخشوع، كأن المدينة كلها تعيش لحظة واحدة من الحزن النبيل". هذا التأثير العميق على الحياة اليومية للمواطنين يذكرنا جميعاً بقصر الحياة وضرورة تقدير اللحظات مع الأهل والأحباب، بينما تتقوى الروابط الاجتماعية في مثل هذه المناسبات الجليلة. الشيخ محمد الصالح، إمام وخطيب بارز، وضع الأمر في سياقه الإيماني قائلاً: "الموت حق على كل نفس، والأمير الفقيد ترك بصمة طيبة في قلوب من عرفوه، وهذا أعظم ما يمكن أن يتركه إنسان خلفه".

مع انتشار أذان العصر من مآذن الرياض، ستجتمع آلاف القلوب المؤمنة في جامع الإمام تركي لتودع أحد أبناء هذا الوطن الكرام، في مشهد يجسد أسمى قيم الوحدة والتماسك الاجتماعي. كفقدان النجم من سماء ليلة صافية، غابت شمس الأمير عن سماء المملكة، لكن ذكراه الطيبة ستبقى منارة في قلوب من أحبوه وعرفوا قدره. في زمن تتسارع فيه أحداث الحياة وتتلاحق مشاغلها، ألا تستحق منا هذه اللحظات الجليلة وقفة تأمل في قيمة الإرث النبيل الذي تركه لنا أجدادنا العظام؟

شارك الخبر