في 6 دقائق قاتلة فقط تحطمت أحلام جيل كامل من الناشئين السعوديين، عندما سقط الأخضر تحت 17 عامًا أمام مالي بهدفين نظيفين، ليودع كأس العالم من دور المجموعات بطريقة مؤلمة. للمرة الأولى منذ سنوات، يخرج المنتخب السعودي الناشئ بهذا الشكل المحبط، في صدمة حقيقية كشفت ثغرات عميقة تتطلب تدخلاً عاجلاً لإنقاذ مستقبل كرة القدم السعودية.
تحولت مباراة المصير إلى كابوس حقيقي عندما استغل ريموند بومبا خطأً دفاعياً فادحاً في الدقيقة 61، ليسجل هدفاً محطماً لآمال ملايين المشجعين. ولم تمر سوى 6 دقائق حتى ضاعف إبراهيم دياكيت النتيجة مستغلاً انفراداً آخر، ليدق المسمار الأخير في نعش الأحلام السعودية. "شاهدت الدموع في عيون ابني وهو يغادر الملعب،" يروي سالم المشجع، والد أحد اللاعبين، "كان يحلم بهذه اللحظة لسنوات."
الأخطاء الدفاعية التي كلفت المنتخب غالياً لم تأت من فراغ، بل كشفت عن ثغرات عميقة في برامج إعداد الناشئين التي تحتاج مراجعة شاملة. مثل انهيار قلعة رملية أمام موجة عاتية، سقط الأخضر في المركز الثالث بـ3 نقاط فقط، مقارنة بمنتخبات آسيوية أخرى حققت نتائج أفضل بكثير. الخبراء يؤكدون أن هذه النتيجة تذكرنا بخيبات أمل سابقة، لكنها هذه المرة تحمل إنذاراً أحمر لمستقبل الكرة السعودية.
الآثار لا تقتصر على الملعب فقط، بل تمتد لتصل إلى آلاف الأطفال السعوديين الذين يحلمون بارتداء قميص الأخضر مستقبلاً. عبدالله الناشئ، قلب دفاع المنتخب البالغ من العمر 16 عاماً، لخص المأساة بكلمات مؤثرة: "كنا نحلم بإسعاد شعبنا، لكن الأخطاء الصغيرة كلفتنا كل شيء." هذا الإحباط قد يدفع مواهب واعدة للابتعاد عن كرة القدم، ما يهدد مستقبل اللعبة في المملكة، لكنه في نفس الوقت يمثل فرصة ذهبية لإعادة هيكلة منظومة الناشئين بالكامل.
الخروج المبكر والمؤلم يضع الكرة السعودية أمام مفترق طرق حاسم: إما الاستثمار الجدي في برامج علمية متطورة لتطوير الناشئين، أو المخاطرة بفقدان جيل كامل من المواهب. الطريق طويل ولكن ليس مستحيلاً، شرط العمل بجدية حقيقية بعيداً عن الحلول السطحية. السؤال الآن: هل ستكون هذه الهزيمة المؤلمة بداية النهضة الحقيقية، أم بداية انحدار أعمق؟