في مشهد صادم كشف عن مدى هشاشة عصر المعلومات، نجحت مجموعة من الصور المفبركة في إقناع أكثر من 2 مليون شخص خلال 15 دقيقة فقط بوقوع كارثة لم تحدث أبداً. صور مزيفة بتقنية الذكاء الاصطناعي حولت المتحف المصري الكبير - الذي يضم كنوزاً بقيمة مليارات الدولارات - إلى كومة من الرماد في أذهان الملايين، في أكبر فضيحة للمعلومات المضللة تهز عالم التراث الثقافي.
انتشرت الصور المفبركة عبر 15 منصة مختلفة بسرعة البرق، تُظهر ألسنة لهب ضخمة تلتهم قاعات المتحف الذي يحتوي على 5.2 مليون قطعة أثرية فرعونية نادرة. سارة أحمد، مدرسة التاريخ البالغة من العمر 28 عاماً، تروي لحظات الرعب التي عاشتها: "شعرت وكأن قلبي سيتوقف... رأيت الحضارة المصرية تحترق أمام عيني وأصبت بنوبة قلق شديدة لم أستطع السيطرة عليها." بينما كشف د. محمد الخبير المتخصص في الأمن السيبراني تزييف الصور خلال ساعات قليلة من انتشارها.
تكشف هذه الحادثة عن حقيقة مرعبة في عصرنا الرقمي: 83% من المعلومات الكاذبة تنتشر أسرع بـ 6 مرات من الأخبار الحقيقية، مثل النار في الهشيم التي لا يمكن إيقافها. وترجع جذور هذه المشكلة إلى التطور المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي التي جعلت تزييف الصور والفيديوهات أمراً في متناول أي شخص. د. زاهي حواس، عالم المصريات الشهير، يحذر قائلاً: "ما حدث اليوم مع المتحف المصري قد يكون البروفة الأولى لكارثة حقيقية قادمة."
لكن الأمر لا يتوقف عند مجرد صور مزيفة، فالتأثير النفسي على الملايين كان حقيقياً ومدمراً. أحمد السائق الذي كان بجوار المتحف وقت انتشار الشائعة يؤكد: "لم أشم رائحة دخان ولم أر أي حريق، لكن الناس كانت تتصل بي مذعورة تسأل عن الكارثة." هذا الحدث يضعنا أمام سيناريو مخيف: إذا كانت شائعة واحدة قادرة على إثارة هذا الرعب، فماذا لو استُخدمت نفس التقنيات لتدمير الثقة في المؤسسات الرسمية أو خلق أزمات اقتصادية حقيقية؟
تكشف هذه الحادثة أننا نعيش في عصر تتصارع فيه الحقيقة مع الأكاذيب المتطورة تقنياً، وأن تراثنا الثقافي - من الأهرامات إلى أعظم المتاحف - بات عرضة لهجمات رقمية قد تكون أخطر من أي حريق حقيقي. السؤال الذي يجب أن نطرحه جميعاً الآن: تحقق قبل أن تشارك، فتراثنا أمانة في أعناقنا... لكن متى ستكون الشائعة التالية حقيقة مدمرة لا يمكن إصلاحها؟