في تطور مفاجئ هز المنطقة الأكثر حساسية في العالم، ضرب زلزال بقوة 4.1 درجات قاع الخليج العربي - المنطقة التي تنتج 40% من النفط العالمي - مسجلاً طاقة تعادل انفجار 500 طن من المتفجرات تحت الماء. الصدمة الصامتة التي حدثت تحت مياه الخليج لم يشعر بها أحد، لكن أجهزة الرصد السعودية المتطورة التقطتها خلال 30 ثانية فقط، مما يثير سؤالاً مقلقاً: هل منطقتك مستعدة للزلزال القادم الذي قد يكون أقوى؟
أحمد المرزوق، الصياد الكويتي الذي كان يعمل في مياه الخليج لحظة وقوع الزلزال، يروي: "شعرت بالقارب يهتز قليلاً لكن ظننت أنها مجرد أمواج قوية، لم أتخيل أن زلزالاً حقيقياً يحدث تحت قدمي." بينما تؤكد د. سارة الغامدي من هيئة المساحة الجيولوجية السعودية: "أنظمتنا المتطورة رصدت الحدث ونقلت البيانات لجميع الجهات المعنية في زمن قياسي، مما يعكس مستوى الجاهزية العالي لدينا." الزلزال الذي وقع مركزه في قاع الخليج كان قوياً بما يكفي لإحداث تشققات في المباني القديمة لو حدث على اليابسة.
هذا الحدث يكشف حقيقة مقلقة: منطقة الخليج العربي تقع على خط التماس الجيولوجي بين الصفيحة العربية والصفيحة الأوراسية، مما يجعلها عرضة لنشاط زلزالي مستمر. آخر زلزال محسوس في المنطقة وقع قبل 15 عاماً، وكان أضعف من هذا الزلزال. د. محمد العريفي، خبير الزلازل الإقليمي، يحذر: "النشاط الزلزالي في الخليج ضمن المعدلات الطبيعية، لكن تجاهل التحضيرات قد يحول زلزالاً بسيطاً إلى كارثة حقيقية." الخطر الحقيقي يكمن في أن المنطقة تضم أكبر المنشآت النفطية البحرية في العالم، والتي لم تُختبر مقاومتها للزلازل بشكل كامل.
فاطمة السعيد، المقيمة في الدمام، تعبر عن قلق الآلاف: "لم أشعر بأي شيء، علمت من الأخبار فقط. هذا يخيفني أكثر - كيف يمكن أن يحدث زلزال دون أن نشعر به؟" هذا الحدث يسلط الضوء على ضرورة مراجعة خطط الطوارئ في المنازل والمكاتب، خاصة مع توقعات الخبراء بتطوير شبكة رصد خليجية موحدة لمواجهة التحديات المستقبلية. الفرصة الذهبية أمام دول الخليج للاستثمار في تقنيات الإنذار المبكر والأمان المتقدمة، خاصة وأن الزلازل البحرية قد تكون أخطر بـ3 مرات من الزلازل البرية بنفس القوة.
الزلزال الصامت كشف كفاءة أنظمة الرصد السعودية المتطورة التي تتوافق مع أحدث الأنظمة العالمية، لكنه طرح تساؤلات جدية حول مستوى الاستعداد الشعبي. التحدي الحقيقي ليس في رصد الزلازل، بل في الاستعداد لها. راجع خطة الطوارئ في منزلك اليوم، تأكد من معرفة نقاط الإخلاء في منطقتك، لأن السؤال ليس "هل" بل "متى" سيحدث الزلزال القادم - هل ستكون مستعداً؟