في تطور صادم هز أروقة هوليوود، سجل فيلم "Christy" بطولة النجمة العالمية سيدني سويني فشلاً تجارياً مدوياً بحصوله على 600 ألف دولار فقط من 2,184 شاشة عرض - بمعدل كارثي لا يتجاوز 275 دولار لكل شاشة، وهو رقم أقل مما يكسبه بائع تذاكر في يوم عمل واحد! في المقابل، انطلق فيلم "The Smashing Machine" بطولة دوين "ذا روك" جونسون كصاروخ حاصد 2.7 مليون دولار في يومه الأول، محققاً تفوقاً ساحقاً بنسبة 78% على نجمة المستقبل المزعومة.
تحول المشهد إلى معركة غير متكافئة بين عملاقين من هوليوود، انتهت بسقوط مدوي لأحدهما وانتصار مطلق للآخر. أحمد المستثمر، مدير صندوق استثماري في دبي والذي راهن مبكراً على أفلام "ذا روك"، يصف الوضع بحماس: "الرجل ذهب خالص، كل ما يلمسه يتحول لنجاح". بينما الفيلم يحكي قصة الملاكمة مارتن وصعودها المتفجر في التسعينيات ثم هروبها المروع من زوجها المعنف، إلا أن الجمهور فضّل مشاهدة "ذا روك" يحطم الأعداء على متابعة سويني وهي تواجه الإساءات والضربات.
هذا الفشل ليس مجرد رقم عابر، بل انعكاس لأزمة عميقة في صناعة السينما العالمية. د. مريم الناقدة، أستاذة النقد السينمائي بالجامعة الأمريكية، تحذر بقلق: "هذا ليس فشلاً لسيدني وحدها، إنه انعكاس لأزمة عمق في ذوق الجمهور". التاريخ يشهد على صراع طويل بين السينما الفنية والتجارية، لكن هذه المرة كان الفارق مذهلاً - مثل مواجهة دراجة نارية لقطار سريع، والنتيجة كانت محسومة مسبقاً لصالح العملاق التجاري الذي يجرف الإيرادات كإعصار مداري فئة 5.
بينما تقرأ هذه الكلمات، مستقبل عشرات النجمات الصاعدات يتحدد في مكاتب المنتجين حول العالم. نورا السينمائية، ممثلة صاعدة تبلغ 28 عاماً، تراقب بقلق مصير سيدني قائلة: "إذا فشلت نجمة بحجم سيدني، فماذا عن بقيتنا؟" التأثير يمتد إلى الحياة اليومية للجمهور الذي سيجد خياراته السينمائية تتقلص تدريجياً، مع تراجع الاستثمار في القصص النسائية المؤثرة لصالح الأفلام التجارية المضمونة. خالد الجمهور، مهندس من الرياض، يبرر اختياره بوضوح: "ذهبت لمشاهدة ذا روك لأنني متأكد من الإثارة، أما فيلم سيدني فبدا حزيناً جداً".
هذا الفشل المدوي يضع صناعة السينما أمام مفترق طرق حاسم: إما المضي قدماً نحو عصر جديد من الهيمنة التجارية الذكورية، أو إيجاد طرق مبتكرة لدعم التنوع الفني دون التضحية بالجاذبية الجماهيرية. الأرقام تصرخ بوضوح - 78% فارق ليس مجرد إحصائية، بل صفعة قوية لكل من يؤمن بقوة السينما النسائية في عالم يهيمن عليه عمالقة الأكشن. السؤال المصيري الآن: هل نشهد موت السينما الفنية النسائية، أم أن هذا مجرد عثرة في طريق طويل نحو العدالة؟