92 عاماً من العطاء العلمي انتهت صباح اليوم بصمت مدوٍ هز أركان العالم الإسلامي. الرجل الذي حول القرآن الكريم إلى مختبر علمي يكشف أسرار الكون، صمت للأبد. مع رحيل آخر عمالقة الإعجاز العلمي، أصبح الوقت ضيقاً لحفظ هذا التراث الغالي. اقرأ للتعرف على تفاصيل المشهد المثير بعد هذه الخسارة الفادحة.
توفي الدكتور زغلول النجار في الأردن، بعد صراع مع المرض، تاركاً وراءه تاريخاً مشرفاً من العلم والإيمان. عن عمر يناهز 92 عاماً، ومع مسيرة علمية امتدت 70 عاماً، كان فيها منارة العلم والإيمان. صرح أحد أفراد الأسرة قائلاً: "فقدنا منارة العلم والإيمان". وتتوالى التعازي من مختلف الأوساط العلمية والدينية، حيث تكتظ القلوب بالحزن والأسى على فقدان عالم جليل.
ولد الدكتور زغلول النجار في نوفمبر 1933، واستهل مسيرته العلمية بتخرجه من كلية العلوم بجامعة القاهرة عام 1955. كان د. النجار من الأوائل في مجال الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، واستطاع أن يربط بين العلم الحديث والآيات القرآنية. لكن اليوم، وبعد فراقه، تواجه الأوساط العلمية تحديات عديدة للحفاظ على منهجه، خاصة بعد رحيل علماء كبار مثل الشعراوي ومصطفى محمود. خبراء يتساءلون عن مستقبل الإعجاز العلمي في ظل غياب العملاق زغلول النجار.
مع رحيل الدكتور النجار، ترك فراغاً في البرامج الدينية والتعليمة، حيث ينجذب الناس نحو كتبه ومحاضراته المسجلة كمصدر وحيد للعلم والإلهام. يتوقع البعض إحياء تراثه من خلال أرشفة أعماله ودعم المزيد من المشاريع البحثية التي تشيد باسمه. ومع ذلك، يحذر الكثيرون من سوء استخدام إرثه، والتحديات التي قد تواجه نشر مفاهيمه العلمية. كما نرى ردود أفعال متباينة، من حزن المؤمنين إلى تقدير الأكاديميين وحتى الجدل حول منهجه.
في ختام هذه الرحلة، نجد أنفسنا أمام علامة فارقة في تاريخ العلم والإيمان، تاركاً إرثاً غنياً بانتظار جيل جديد من العلماء. دعوة لقراءة كتبه وحفظ تراثه ونشر البحث العلمي الإسلامي. والسؤال النهائي الذي يطرحه الخبر: "هل سيجد النجار خليفة يكمل مسيرته، أم أن نجمه سيبقى وحيداً في سماء العلم الإسلامي؟"