في مفاجأة تنتظر عشاق التراث، سيحظى 30 شاباً سعودياً فقط من بين ملايين الشباب في المملكة، بفرصة تعلم حرفة البناء بالطين، وهي الحرفة القديمة التي يعود تاريخها لآلاف السنين، لتعود للحياة بفضل مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية. ولكن، الوقت يضيق، فهذه فرصة قد لا تتكرر لتعلم أسرار البناء بالطين قبل أن تندثر إلى الأبد. إحياء التراث وتعلم الحرفة النادرة هو ما يضع هؤلاء المتدربين في قلب هذه المغامرة المعمارية.
بدأ 15 طالباً وطالبة رحلتهم في تعلم البناء بالطين لمدة 6 أشهر داخل مساجد تاريخية حقيقية، بينما يستعد 15 آخرون للانضمام إلى هذا البرنامج الممتد حتى عام 2026. هؤلاء المتدربون لن يتعلموا فقط، بل سيعيدون الأمل إلى مئات المساجد التاريخية التي تنتظر الإنقاذ. 'هذه فرصة ذهبية لإنقاذ تراثنا المعماري'، يقول خبراء التراث عن هذه المبادرة الطموحة التي تعيد الشباب السعودي إلى جذور أجدادهم، ليبعثوا الحرف القديمة من جديد.
تأتي هذه المبادرة كجزء من رؤية 2030 لحفظ التراث وتطوير السياحة الثقافية في السعودية، مدفوعة بحرص الدولة على تأهيل كوادر محلية متخصصة في الحرف التقليدية، والتي بدأ خطر اندثارها يلوح في الأفق. مشاريع ترميم التراث السابقة في الدرعية والعلا تلقي بظلالها كدليل على نجاح جهود مماثلة. الخبراء يتوقعون زيادة الطلب على هذه المهارات في السنوات القادمة، لا سيما في ظل زيادة الوعي بأهمية التراث والحرف التقليدية.
التدريب على حرفة البناء بالطين يحمل تأثيراً كبيراً على الحياة اليومية في المملكة، إذ يفتح أبواباً جديدة للوظائف ويضمن الحفاظ على المساجد التاريخية لأجيال المستقبل. النتائج المتوقعة تشمل تخريج جيل من الحرفيين السعوديين المتخصصين وإحياء متزايد للسياحة التراثية. ومع ذلك، فإن قلة المدربين وصعوبة تعلم الحرف تشكل تحديات حقيقية أمام هذا المشروع، لكن ردود الفعل الإيجابية والحماس الكبير بين الشباب تعكس الأثر العاطفي العميق لهذه المبادرة.
تلخص هذه الجهود الجبارة في تدريب 30 شاباً سعودياً ضمن برنامج تاريخي يعيد إحياء حرفة البناء بالطين. المستقبل يبشر بأن تقود السعودية العالم في حفظ التراث المعماري الإسلامي. وهنا دعوة للعمل لكل من يريد الإسهام في دعم مشاريع التراث أو الانضمام إلى الدفعة القادمة. ولكن، يبقى السؤال النهائي ليحفز التفكير: 'هل سيكون أبناؤنا فخورين بما حفظناه لهم من تراث؟'