في مشهد يعيد كتابة قواعد اللعبة السياسية الأمريكية، سجل الشاب اليمني آدم الحربي رقماً تاريخياً بحصوله على 1,931 صوتاً في الانتخابات التمهيدية لمنصب عمدة هامترامك، ليقف على بُعد خطوة واحدة من أن يصبح ثاني عمدة يمني في تاريخ أمريكا. من قرية صغيرة في محافظة إب اليمنية إلى قيادة مدينة أمريكية كاملة، قصة تبدو كالحلم لكنها حقيقة تتحقق يوم الثلاثاء القادم.
ليلة الخامس من أغسطس، تحولت قاعة مدينة هامترامك إلى مسرح للتاريخ عندما انطلقت صيحات الفرح من حناجر المئات، وارتفعت الأعلام اليمنية جنباً إلى جنب مع الأمريكية. "لم أصدق الرقم عندما سمعته أول مرة"، تقول فاطمة أحمد، الناخبة اليمنية التي انتظرت ساعات لتشهد إعلان النتائج. الحربي، الذي لا يتجاوز الـ44 عاماً، تفوق على جميع منافسيه بفارق واضح، محققاً حلم جالية كاملة راهنت على ابنها المهندس الذي تخرج من جامعة واين ستيت ليخدم في الحكومة الأمريكية قبل أن يقرر خدمة مجتمعه.
الرحلة لم تكن سهلة لشاب هاجر طفلاً من إب، حاملاً معه أحلام عائلة بسيطة وطموحات لا تعرف السقف. عبر سنوات من العمل في وزارة شؤون المحاربين القدامى ووزارة التجارة المحلية، بنى الحربي سمعة كمهندس متميز وقائد مجتمعي موثوق. "عندما رأيت نجاح الدكتور عامر غالب عام 2021، أدركت أن الحلم أصبح ممكناً"، يقول علي صالح، الناشط السياسي الذي توقع ترشح الحربي منذ عامين. هذا النجاح يأتي امتداداً طبيعياً لقصة الجالية اليمنية في هامترامك، التي تحولت من مجرد مهاجرين يبحثون عن العيش الكريم إلى قادة يرسمون مستقبل مدينة أمريكية بالكامل.
لكن التحدي الحقيقي يبدأ الآن، حيث يواجه الحربي منافساً قوياً هو المرشح البنغلاديشي الأمريكي موهيث محمود في سباق محتدم يوم 4 نوفمبر. شوارع هامترامك التي تعاني من مشاكل الصرف الصحي والبنية التحتية المتهالكة تنتظر من سيقودها نحو مستقبل أفضل. أحمد المواطن، الذي يعاني من تسريب المياه في شارعه منذ ثلاث سنوات، يرى في الحربي الأمل المنشود: "نحتاج لشخص يفهم معاناتنا الحقيقية، ويعرف كيف يحول الوعود إلى واقع ملموس". برنامج الحربي الطموح لتطوير "يمن تاون" و"بنغلاداون" كمراكز ثقافية وتجارية قد يحول هامترامك إلى نموذج عالمي للتعايش والازدهار.
بعد أربعة أيام، ستحدد صناديق الاقتراع ما إذا كانت قصة النجاح اليمني ستكتب فصلاً جديداً في تاريخ أمريكا. 1,931 صوتاً وضعت الحربي على خريطة التاريخ، لكن الانتصار الحقيقي يحتاج لأكثر من ذلك. الجالية العربية في ميشيغان تقف على مفترق طرق تاريخي، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سنشهد ميلاد قائد جديد يحمل أحلام الملايين، أم أن الحلم سيتوقف عند هذا الحد؟