شهدت العلاقة بين البرازيلي رينان لودي ونادي الهلال السعودي تطوراً لافتاً في الساعات الماضية، حيث رفضت إدارة النادي أي محاولات للصلح مع ظهيرها الأيسر السابق، مؤكدة عزمها المضي قدماً في المعركة القانونية التي قد تصل قيمتها إلى 20 مليون ريال. وبالتوازي مع هذا الموقف الصارم، يعد رينان لودي خططه للعودة إلى الساحة الأوروبية خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة.
تصاعدت حدة النزاع بين الطرفين عندما حاول وكيل أعمال اللاعب البرازيلي مؤخراً التدخل عبر وساطة غير رسمية لحل الخلاف. كانت المحاولة تهدف إلى سحب الشكوى المتبادلة أمام الاتحاد الدولي لكرة القدم، بالإضافة إلى تقديم اعتذار رسمي من اللاعب للنادي. غير أن إدارة الهلال السعودي رفضت هذه الوساطة بشكل قاطع، متمسكة بمواصلة الإجراءات القانونية ضد اللاعب الذي فسخ عقده من طرف واحد.
يأتي هذا الرفض في إطار استراتيجية واضحة من النادي لحفظ حقوقه وإرسال رسالة حاسمة لجميع اللاعبين بأنه لا يتهاون في تطبيق بنود التعاقد. وقد شددت الإدارة القانونية للهلال على التزام النادي الكامل بجميع الشروط المالية والفنية المنصوص عليها في اتفاقية لودي، مؤكدة أن قرار استبعاده من القائمة المحلية كان قراراً فنياً بحتاً اتخذه المدير الفني سيموني إنزاجي.
في المقابل، يبدو لودي واثقاً من موقفه القانوني ويتعامل مع الأزمة بهدوء ملحوظ. وبحسب تقارير إعلامية برازيلية، فإن اللاعب البالغ من العمر 28 عاماً بدأ في تحصين وضعه القانوني للحصول على الحماية اللازمة من الفيفا بشأن انتقاله المقبل. ويخطط الظهير الأيسر، الذي سبق أن دافع عن ألوان أتلتيكو مدريد الإسباني ومارسيليا الفرنسي، لتحديد وجهته الجديدة خلال الفترة من ديسمبر المقبل إلى يناير 2026.
تكمن جذور الأزمة في قرار فني اتخذته إدارة الهلال بإدراج لودي ضمن قائمة الفريق المشاركة في دوري أبطال آسيا للنخبة فقط، دون إضافته إلى القائمة المحلية لدوري روشن السعودي. جاء هذا القرار بعد التعاقد مع النجم الفرنسي ثيو هيرنانديز، الذي نجح بالفعل في فرض نفسه كخيار أساسي في المركز وقدم مستويات مبهرة من حيث صناعة وتسجيل الأهداف.
رفض لودي هذا التعامل معتبراً إياه تقليلاً من شأنه كلاعب محترف، ما دفعه لاتخاذ قرار مغادرة صفوف الفريق وتقديم شكوى رسمية للفيفا طالب من خلالها بفسخ عقده والحصول على مستحقاته المالية كاملة. ردت إدارة الهلال بشكوى مضادة أكدت فيها أن اللاعب هو من أخل بشروط التعاقد دون وجود مبرر قانوني يدعم موقفه.
يؤكد الإعلامي عبد الله الحنيان أن موقف الهلال القانوني قوي ومدعوم بكافة المستندات التي تثبت التزام النادي ببنود التعاقد. ويمتلك النادي ملفات قانونية موثقة تعزز من موقفه أمام الفيفا، وهو ما يجعل الإدارة واثقة من سلامة موقفها ومطالبتها بتطبيق القانون.
تحظى هذه القضية بمتابعة واسعة من الجماهير والوسط الرياضي، خاصة وأنها تتعلق بلاعب كان ضمن قائمة منتخب الموسم السابق وظهر بشكل مميز في بطولة كأس العالم للأندية. رغم تألق لودي الموسم الماضي، إلا أن ذلك لم يشفع له في البقاء ضمن حسابات إنزاجي للمشاركة الأساسية مع الفريق، خاصة بعد وصول هيرنانديز الذي لم يحتج وقتاً طويلاً لتقديم أوراق اعتماده.
يسعى لودي حالياً للعودة إلى القارة الأوروبية رغم ارتباط اسمه سابقاً بالانتقال لأندية برازيلية مثل فلامينجو الذي ظل يتابعه عن كثب بعد رحيله عن الهلال. ومن المتوقع أن يحسم الفيفا هذا النزاع خلال الأشهر القليلة المقبلة، ما سيضع نهاية لواحدة من أبرز القضايا القانونية في الكرة السعودية هذا الموسم.
