الرئيسية / شؤون محلية / للمرة الثانية في مسيرته: سالم الدوسري يُتوج بجائزة أفضل لاعب في آسيا ويرسخ مكانته كأسطورة كروية سعودية
للمرة الثانية في مسيرته: سالم الدوسري يُتوج بجائزة أفضل لاعب في آسيا ويرسخ مكانته كأسطورة كروية سعودية

للمرة الثانية في مسيرته: سالم الدوسري يُتوج بجائزة أفضل لاعب في آسيا ويرسخ مكانته كأسطورة كروية سعودية

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 19 أكتوبر 2025 الساعة 12:05 صباحاً

حصد سالم الدوسري، نجم الهلال والمنتخب السعودي، جائزة أفضل لاعب في آسيا للمرة الثانية في مسيرته المتألقة، مُرسخاً بذلك مكانته كأحد الأساطير الحقيقية في تاريخ الكرة الآسيوية. هذا الإنجاز التاريخي الذي تحقق في حفل الاتحاد الآسيوي بالرياض، لا يمثل فقط تتويجاً شخصياً للاعب البالغ من العمر 34 عاماً، بل يضعه في نادٍ مُختار من أعظم اللاعبين في القارة.

النجم السعودي الذي يحمل لقب "التورنيدو" ينضم الآن إلى قائمة مُقدسة من الأساطير الآسيوية الذين نالوا هذا الشرف مرتين، مُعادلاً إنجاز الياباني هيديتوشي ناكاتا والأوزبكي سيرفر دجيباروف. هذا التتويج المُستحق يأتي بعد موسم استثنائي شهد الدوسري فيه تألقاً لافتاً رغم عدم حصول ناديه الهلال على البطولات الكبرى، ما يُبرهن على أن بريقه الشخصي تجاوز النتائج الجماعية.

سالم الدوسري (إكس)

مسيرة الدوسري الحافلة بالإنجازات تُبرز تطوراً استثنائياً في أدائه، خاصة بعد تجربته الاحترافية القصيرة مع فياريال الإسباني عام 2018. تلك الفترة الوجيزة التي امتدت لستة أشهر فقط، أضافت إلى موهبته الفطرية الانضباط التكتيكي والاحترافية التي مَيزت أداءه في السنوات التالية. طلال المشعل، اللاعب الدولي السابق، يؤكد أن "نجومية الدوسري جاءت على مرحلتين، فقبل احترافه كان يلعب بشكل فردي، أما بعد تجربة فياريال فأصبح منضبطاً تكتيكياً ويوظف أداءه بشكل جماعي".

على صعيد المنتخب السعودي، حفر الدوسري اسمه في ذاكرة كرة القدم العالمية بلحظات خالدة في كأس العالم. من هدفه الحاسم في شباك مصر بمونديال روسيا 2018، إلى تحفته الفنية التي أطاحت بالأرجنتين في مونديال قطر 2022، والذي صُنف ضمن أجمل أهداف البطولة. تلك اللحظات التاريخية لم تكن مجرد أهداف، بل بصمات أثبتت قدرته على المواجهة في أهم المحافل الدولية، مُحققاً رقماً قياسياً بتسجيله في جميع البطولات الكبرى: كأس العالم، كأس آسيا، والألعاب الأولمبية.

مع نادي الهلال، كتب الدوسري فصولاً ذهبية لا تُنسى، حاصداً ستة ألقاب في الدوري السعودي ولقبين في دوري أبطال آسيا، بجانب عدد لا يُحصى من الكؤوس المحلية. أداؤه في نهائي دوري أبطال آسيا 2019 ضد أوراوا ريد دايموندز الياباني، حيث سجل وقاد فريقه للتتويج، يبقى محفوراً في ذاكرة الجماهير الهلالية والآسيوية. قدرته على صناعة الفارق في اللحظات الحاسمة جعلته ليس مجرد لاعب في التشكيلة، بل القائد الملهم وصانع التاريخ في أصعب المواقف.

الاعتراف الأوروبي بموهبة الدوسري وصل مؤخراً على لسان فيتولو، نجم أتلتيكو مدريد السابق، الذي أبدى إعجابه الشديد بمستوى اللاعب السعودي في المباريات الكبرى. النجم الإسباني اعتبر أن "الدوسري يمتلك كل المقومات اللازمة للاحتراف في الدوريات الأوروبية"، مُتسائلاً عن عدم وجود عروض أوروبية رغم إمكانياته الفنية العالية. هذا الاعتراف من لاعب أوروبي بمستوى فيتولو يُعزز من المكانة الدولية للنجم السعودي ويضعه تحت أنظار الأندية الكبرى.

التتويج الثاني بجائزة أفضل لاعب آسيوي يفتح أمام الدوسري طريقاً نحو خلود أكبر في تاريخ القارة. فالوصول للمرة الثالثة سيضعه في مصاف الأسطورة الكورية الجنوبية كيم جو سونغ، ويُعادل إنجاز الأسطورة السعودية الخالدة ماجد عبد الله الذي تُوج ثلاث مرات متتالية في ثمانينيات القرن الماضي. هذا الحلم ليس بعيد المنال، خاصة مع استمرار الدوسري في تقديم مستويات استثنائية واقتراب مونديال 2026 الذي قد يشهد فصلاً جديداً من فصول أسطورته.

يُذكر أن سالم الدوسري بدأ مسيرته الكروية كلاعب هاوٍ مع الهلال في يناير 2011، وكان ظهوره الأول مع الفريق الأول في ديربي الرياض ضد النصر موسم 2012، حيث سجل هدفاً بعد نزوله احتياطياً. منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، لم يتوقف مشوار العطاء والتألق، مُتحولاً من موهبة واعدة إلى أسطورة حقيقية تُلهم الأجيال القادمة.

اخر تحديث: 19 أكتوبر 2025 الساعة 01:35 صباحاً
شارك الخبر