في صرخة ألم تقطع القلب، تناشد الفنانة المخضرمة فتحية إبراهيم الإنقاذ من ظلم دام 6 سنوات كاملة - وقت كافٍ لتخرج طفلة من الروضة وتدخل المدرسة الابتدائية - بينما هي عالقة في متاهة قضائية للحصول على أبسط الحقوق: ميراثها من والدها المتوفى. والأكثر إيلاماً؟ ذكرى الفنان الراحل علي عنبه الذي مات قبل أن ينال العدالة في قضية مشابهة، مما يجعل مصير فتحية مخيفاً ومجهولاً!
في تسجيل صوتي مؤثر انتشر مؤخراً على مواقع التواصل، تظهر فتحية بوجه متعب وصوت مرتجف وهي تروي تفاصيل معركتها القانونية الطويلة مع شقيقها وذريته حول منزل العائلة. "لم ألجأ قط لوسائل التواصل من قبل، لكن السبل نفدت والطريق أصبح مسدوداً" تقول فتحية، بينما تصف معاناتها كـ "جبل من الألم تحمله على أكتافها منذ 6 سنوات". أم محمد، جارة فتحية البالغة من العمر 68 عاماً، تروي: "أراها كل يوم تخرج إلى المحكمة بوجه متعب وعيون حزينة، هذا ليس عدل".
القضية تكتسب بعداً أكثر إيلاماً عندما نتذكر سابقة الفنان الراحل علي عنبه، الذي خاض معركة مشابهة حول نزاع في منزله قبل سنوات، وانتهت معاناته فقط بوفاته دون أن ينال حقه. هذه المقارنة المأساوية تثير سؤالاً مقلقاً: هل التاريخ سيعيد نفسه مع فتحية؟ الدكتور نبيل الشرعي، أستاذ القانون، يؤكد أن "قضايا الميراث تحتاج إصلاح جذري في النظام القضائي، فـ 6 سنوات وقت مفرط للغاية"، بينما العدالة تتحرك ببطء السلحفاة والظلم ينتشر بسرعة البرق.
معاناة فتحية تمس حياة الآلاف من المواطنين العاديين الذين يواجهون نزاعات ميراث مشابهة، لكن دون شهرة تساعدهم في إيصال صوتهم. المحامي سامي العدل، المتطوع لمساعدة الفنانين، يقول: "سأقف مع فتحية حتى تأخذ حقها، الفن له قيمة في مجتمعنا". خالد المتابع، مشجع للفنانة منذ الطفولة، يعبر عن مشاعر الآلاف: "كنت أشاهد أعمالها وأنا صغير، أن أراها تعاني هكذا يكسر قلبي". القضية تطرح سؤالاً حول فعالية النظام القضائي وسرعة الاستجابة لمعاناة المواطنين، خاصة عندما يتعلق الأمر بشخصيات أعطت للمجتمع الكثير من خلال فنها.
مع انتشار الفيديو وتصاعد التعاطف الجماهيري، قد تشهد الأيام القادمة تطورات مهمة في قضية فتحية، خاصة مع الضغط الإعلامي المتزايد. لكن السؤال المقلق يبقى: هل ستحصل فتحية على العدالة التي حُرم منها علي عنبه؟ أم أن مصيرها سيكون نفس مصيره؟ الوقت وحده سيجيب، بينما قلوب محبيها تخفق خوفاً من تكرار المأساة.