في تطور مناخي استثنائي يهز اليمن، تشهد 8 محافظات يمنية موعداً مع 24 ساعة من التحديات الجوية القاسية، حيث تتصارع 3 أنواع طقس مختلفة تماماً في بلد واحد خلال يوم واحد فقط. تحذير عاجل من المركز الوطني للأرصاد: الساعات القادمة حاسمة لسلامة الملايين، والطبيعة تستعد لإظهار وجهها الغاضب.
تضرب موجة برد قطبية حقيقية المرتفعات اليمنية، بينما يلف ضباب كثيف كالحليب قمم الجبال محجباً الرؤية تماماً. أحمد المزارع، والد لثلاثة أطفال في محافظة إب، يصف الوضع بقوله: "البرد يخترق العظام، والضباب مثل ستارة بيضاء عملاقة حجبت كل شيء عن أعيننا." 8 محافظات كاملة تحت رحمة هذا الطقس القاسي، من صنعاء وذمار إلى الضالع ولحج، في مشهد لم تشهده البلاد منذ سنوات.
يحذر د. محمد العريقي، خبير الأرصاد الجوية الذي يعمل ليلاً ونهاراً لتحديث التوقعات: "التضاريس اليمنية المتنوعة تخلق تحدياً مناخياً فريداً في المنطقة." هذا المشهد يذكرنا بشتاء 2019 المرعب عندما تساقطت الثلوج على الجبال اليمنية لأول مرة منذ عقود. الموقع الاستراتيجي بين كتل هوائية مختلفة والتضاريس المعقدة يحولان اليمن إلى مختبر طبيعي للتقلبات الجوية الحادة.
بينما تغلق المدارس أبوابها في المرتفعات وتتوقف أعمال البناء، يواجه المواطنون تحدياً حقيقياً للبقاء. علي الصياد من الحديدة يروي كيف أنقذته تحذيرات الأرصاد: "الأمواج في باب المندب ترتفع لارتفاع مبنى من طابقين، والرياح تهب بقوة مروحة عملاقة." المزارعون متفائلون بالأمطار المتوقعة، لكن السائقين يعيشون في رعب من الضباب الخانق، والصيادون محاصرون في الموانئ.
24 ساعة حاسمة تفصلنا عن نهاية هذا التحدي المناخي، لكن الخبراء يحذرون: "هذا ليس النهاية، المزيد من التقلبات قادم مع موسم الشتاء." ابقوا في البيوت، تابعوا النشرات الجوية، احموا أنفسكم وعائلاتكم. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل أنت مستعد حقاً لمواجهة غضب الطبيعة في الساعات القادمة؟
