مع إعلان تغييرات جذرية في شروط الحج والعمرة تصدم اليمنيين، واشتراطات جديدة تُطبق فوراً، أصبحت الصحة شرطاً أساسياً لموسم الحج هذا العام، لا يقل أهمية عن الاستطاعة المالية، ما جعل الكثير من الراغبين في أداء الفريضة يعيشون صدمة حقيقية. فبين 2.5 مليون مسلم وحلم العمر، تقف الآن 5 أمراض فقط كحاجز أمام تحقيق هذا الحلم، مع أقل من 6 أشهر متبقية، ما يفرض على الجميع الإسراع للحصول على الشهادة الطبية المطلوبة قبل نفاد الوقت.
المملكة العربية السعودية فرضت 5 شروط طبية صارمة تمنع فئات محددة من الحج لموسم 1447هـ، ضمن جهودها لضمان وقاية الحجاج من المخاطر الطبية المحتملة، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة والازدحام الشديد. وشملت القيود أيضاً الحوامل في الشهرين الأخيرين، ما أحدث صدمة كبيرة بين اليمنيين وأثار قلق الراغبين في أداء الفريضة. وزارة الأوقاف أوضحت أن الهدف هو حماية الحجاج من المخاطر الطبية المحتملة، وهو ما جعل الكثيرين يدركون حجم التغييرات الجذرية التي لم يعتادوا عليها في المواسم السابقة.
هذه الإجراءات الجديدة جاءت كنتيجة لتطور معايير السلامة بعد جائحة كوفيد-19، حيث ساهمت الحوادث الطبية السابقة في مواسم الحج، إضافة إلى الدروس المستفادة من الجائحة، في وضع الصحة والسلامة على رأس الأولويات. وفي هذا السياق، أصبح الالتزام بالفحوصات الطبية شرطاً أساسياً، وسط توقعات بانخفاض عدد الحوادث وتحسن مؤشرات الرعاية الصحية.
أما التأثير على اليمنيين، فقد كان مباشراً، إذ زاد الطلب على الفحوصات الطبية، وأصبح التخطيط المبكر ضرورة لكل راغب في الحج. وفي الوقت نفسه، اختلفت ردود الفعل بين ترحيب الأطباء بهذه الاشتراطات وقلق الراغبين في الحج من التأخير، كما جاءت بعض الانتقادات من منظمات حقوقية دولية.
وبهذا التغيير الجذري، تصبح اشتراطات الحج والعمرة الجديدة التي تصدم اليمنيين جزءاً من رؤية أكبر تشمل مناسبات دينية أخرى، ما يضع الجميع أمام مسؤولية الاستعداد المبكر والتأكد من استيفاء الشروط الصحية. ويبقى السؤال الأهم: هل ستغير هذه الشروط وجه الحج إلى الأبد، أم أنها مجرد خطوة ضرورية لحماية أرواح المؤمنين؟