في تطور مناخي صادم، يستعد اليمن لمواجهة موجة برد قارسة خلال الـ24 ساعة المقبلة، حيث حذر المركز الوطني للأرصاد من انخفاض حاد في درجات الحرارة يهدد بتكوين الصقيع المدمر في أكثر من 15 محافظة. الخبراء يؤكدون: هذه أخطر موجة برد تجتاح المنطقة منذ سنوات، والساعات القادمة ستحدد مصير ملايين المواطنين في قبضة الطقس القاسي.
تشمل المناطق الأكثر تأثراً محافظات صعدة وعمران وصنعاء وذمار والبيضاء، حيث تتوقع النشرة الجوية الرسمية برودة شديدة ليلاً وصباحاً مع احتمال تشكل الصقيع. فاطمة الأحمدي، أم لثلاثة أطفال من صنعاء، تكشف قلقها: "الليلة الماضية كانت قاسية جداً، والأطفال يرتجفون رغم الأغطية الثقيلة". المركز الوطني يؤكد أن الانخفاض سيطال صحارى وهضاب المهرة وحضرموت، مما يضع المنطقة أمام تحدٍ مناخي استثنائي.
هذه الموجة الباردة تأتي في ظل تقلبات مناخية حادة تشهدها المنطقة، حيث تتسبب التضاريس الجبلية المتنوعة في اليمن بخلق تباينات مناخية قاسية. د. محمد العلوي، خبير الأرصاد الجوية، يحذر: "نواجه كتلة هوائية باردة استثنائية لم نشهد مثيلاً لها منذ موجة البرد المدمرة في 2018". التوقعات تشير إلى أن البرد سيلسع المنطقة كإبر الصبار، والرياح ستقطع كسيوف الجليد عبر الوديان والمرتفعات.
التأثير على الحياة اليومية بدأ يظهر بوضوح، حيث شهدت الأسواق إقبالاً كثيفاً على شراء المدافئ والملابس الشتوية، بينما ارتفع استهلاك الوقود للتدفئة بشكل ملحوظ. سالم الجبلي، راعي من صعدة، يروي بحزن: "فقدت ثلاثة من الماعز في الليلة الباردة الماضية، والباقي يبحث عن الدفء بيأس". السلطات الصحية تحذر من زيادة محتملة في حالات الالتهاب الرئوي ونزلات البرد، خاصة بين كبار السن والأطفال الذين يواجهون خطراً مضاعفاً.
المركز الوطني للأرصاد يدعو المواطنين لاتخاذ الاحتياطات اللازمة فوراً، مع نصائح خاصة للمزارعين بحماية محاصيلهم والرعاة بإيواء ماشيتهم في أماكن دافئة. الساعات المقبلة ستحدد مدى قدرة اليمنيين على مواجهة غضب الطبيعة - فهل أنت مستعد لمواجهة أبرد ليلة في السنة؟ الوقت ينفد، والبرد لن يرحم المتأخرين.