في عمر واحد، مهنتان، وأثر يدوم للأبد، هذا ما يُلخص سيرة الإعلامي الشهير سعيد بن عبد الله الزهراني الذي رحل تاركاً خلفه إرثاً سيظل يضيء طريق الأجيال الناشئة. كان الزهراني، الذي جمع بين إنقاذ الأرواح في مجال الطوارئ وإنارة العقول في عالم الإعلام، أحد أبرز الوجوه في الطائف.
خلال مراسم تشييع جثمانه من جامع العباس، احتشدت المئات لتوديع رجل قلّما يجود الزمن بمثله. "كان قائداً حكيماً في أصعب الأزمات"، يقول محمد العتيبي زميله في صحة الطائف، واصفاً إياه بالشمعة التي أضاءت طريق الآخرين حتى انطفأت. هذا الوداع ممهور بدموع جموع المصلين الذين اجتمعوا في ذلك الموقف الرهيب.
مسيرة الزهراني المهنية، وكما يوضح الخبراء، جمعت بين العمل في المجالين الإعلامي والصحي، إذ حقق إنجازات لا تُنسى في كليهما. يأتي هذا الحدث بعد فقدان العديد من الشخصيات الإعلامية المحورية في المملكة، ما يعزز من الحاجة إلى تكريم ذكراه سواء عبر إطلاق مبادرات باسمه أو حتى رفع صوته بتوثيق إنجازاته، ليبقى أثره محفوراً في ذاكرة الجميع.
فقدان الزهراني لم يُحدث أثراً في الأوساط الإعلامية والصحية فقط، بل سيمتد ليطال حياة الناس اليومية باعتباره رمزاً للعمل الطوعي والخدمة المجتمعية. الحاجة مُلحة الآن لتخليد أثره عبر إطلاق مبادرات تعليمية أو صحية تحمل اسمه، لتكون بمثابة العطر الذي يبقى حتى بعد أن تنكسر القارورة.
رحل سعيد الزهراني جسداً، لكن بقي أثره وذكرى طيبة لا تمحى. ستستمر قيمه في إلهام الأجيال القادمة، وهو درس عظيم في أهمية ترك أثر إيجابي في الحياة. على الإعلاميين الشباب أن يأخذوا من مسيرته المهنية والإنسانية قدوة تُحتذى بها. ماذا سيبقى منا بعد الرحيل؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن يجول في خواطرنا، داعياً كل واحد منا إلى ترك بصمة لا تُنسى.