في مشهد دراماتيكي هز أروقة العدالة المصرية، طالبت النيابة العامة بإعدام أب وابنه شنقاً في قضية تكشف لأول مرة عن "أسرة إجرامية كاملة" تدير إمبراطورية مخدرات دولية من داخل السجن! 28 متهماً يقودون شبكة الموت والدمار، بينهما منتجة شهيرة ومجرمان حولا زنزانة السجن إلى مركز قيادة للجريمة المنظمة. الصدمة الكبرى: الابن المحكوم بالمؤبد سابقاً لم يتوقف عن الإجرام، بل استخدم هاتفاً مهرباً ليتواصل مع والده ويديرا معاً إمبراطورية الموت!
في قاعة محكمة جنايات القاهرة، ارتجف الحضور من هول ما كشفته مرافعة النيابة العامة. "لا أسميها أسرة، بل شركاء في تدمير المجتمع"، هكذا وصف وكيل النائب العام المتهمين الذين حولوا منازلهم إلى مصانع للمخدرات ومكاتب لإدارة التهريب عبر القارات. المتهم الثالث، المحكوم بالمؤبد سابقاً، أدخل هاتفاً محمولاً خلسة إلى محبسه، وتحدث يومياً مع والده المتهم الخامس لتنسيق عمليات توزيع مادة "الإندازول" القاتلة. الرائد أحمد عبد الرحمن، ضابط مكافحة المخدرات الذي كشف الخيوط، يقول: "هذه أول قضية نشهد فيها أن السجن أصبح مكتباً إدارياً للجريمة".
جذور هذه الإمبراطورية الإجرامية تمتد عبر القارات، حيث تترأسها شبكة دولية يقودها العراقي دريد عبد اللطيف السمراني والمصري الهارب "سامح. م"، إلى جانب المنتجة سارة خليفة التي تولت تمويل العمليات والسفر عبر العالم لعقد اجتماعات سرية. كشفت التحقيقات أن الشبكة استخدمت المنافذ الجوية والموانئ المصرية لتهريب المواد الخام، ثم تصنيعها في وحدات سكنية مجهزة خصيصاً. د. مصطفى الشرقاوي، خبير علم الإجرام، يؤكد: "هذه أول قضية نشهد فيها تواطؤ أسري كامل، كعصابات المافيا الإيطالية التي نقلت الإجرام عبر الأجيال".
بينما تجلس أم محمد، 45 عاماً، في المحكمة وعيناها مليئتان بالدموع، تتذكر ابنها الذي فقدته بسبب المخدرات وكيف تشتت شمل أسرتها، تقف على الجانب الآخر أسرة كاملة اختارت طريق الإجرام والدمار. كل أسرة مصرية اليوم مهددة بخطر هذه الشبكات التي تنتشر كخلية سرطانية في جسد المجتمع. حسام المحامي، 38 عاماً، شاهد على تغير الحي بعد انتشار المخدرات، يحذر: "الآن علينا مراقبة أطفالنا كل لحظة، فالخطر يأتي من حيث لا نتوقع". الخبراء يتوقعون أن هذه القضية ستؤدي إلى تشديد القوانين ومراجعة شاملة لنظام مراقبة السجون، لكن السؤال المرعب: كم من الشبكات الأخرى تعمل في الظل؟
أسرة كاملة حولت نفسها إلى مصنع للموت والدمار، وأب وابن قررا أن يكونا شركاء في تدمير آلاف الأسر المصرية البريئة. بينما تنتظر المحكمة إصدار حكمها النهائي، يبقى السؤال الأهم: كم من الأسر ستدفع الثمن قبل أن نوقف هذا الجنون؟ على كل أسرة اليوم مراقبة أبنائها بحذر شديد، والتبليغ عن أي نشاط مشبوه، فالعدو هذه المرة ليس فرداً واحداً، بل أسر كاملة اختارت طريق الشر.