في 03:15 من صباح 26 أكتوبر، ستخترق طائرة سعودية السماء متجهة إلى لندن، لتكتب بداية حقبة جديدة قد تغير خريطة الطيران في الشرق الأوسط إلى الأبد. بعد عقود من الاعتماد على شركات طيران أجنبية، تدخل المملكة أخيراً سباق الطيران العالمي بطموح وصول 100 وجهة خلال 6 سنوات فقط. اللحظة التي انتظرها ملايين السعوديين وصلت أخيراً - طيران الرياض تحلق اليوم!
طائرة "جميلة" بوينج 787-9 تحمل أول ركاب طيران الرياض في رحلة استغرقت التحضير لها عامين. تأتي هذه الرحلة بوعد لنقل أكثر من 300 راكب، باستثمارات تصل إلى مليارات الريالات. "هذا يوم تاريخي ليس فقط لطيران الرياض، بل للطيران السعودي ككل"، صرّح أحد المصادر في الشركة. وبينما كانت الطائرة تستعد للإقلاع، كان موظفو المطار يشعرون "بطاقة مختلفة" تفوح في أجواء مطار الملك خالد صباح اليوم.
المشروع بدأ كفكرة ضمن رؤية 2030 وتطور ليصبح واقعاً خلال عامين فقط. كان الدافع وراء هذه المبادرة الحاجة لكسر احتكار شركات الطيران الإقليمية وتعزيز موقع الرياض كمحور عالمي. وعلى غرار مشاريع أخرى مثل نيوم والقدية، يعتبر طيران الرياض جزءاً من التحول الاقتصادي الشامل. ويتوقع خبراء الطيران نمواً سريعاً قد يفوق التوقعات المعلنة.
المسافرون السعوديون لن يحتاجوا للترانزيت في دبي أو الدوحة للوصول لوجهاتهم بعد الآن. من المتوقع أن تشهد أسعار التذاكر انخفاضاً ملحوظاً، مع زيادة الخيارات وتحسين جودة الخدمة المقدمة. وتبدو هذه فرصة ذهبية للاستثمار، بينما يحذر المختصون من المضاربات قصيرة المدى. وتتنوع ردود الأفعال حيث المسافرون متحمسون، المنافسون قلقون، والمستثمرون يراقبون عن كثب.
طيران الرياض تنطلق اليوم بطموح عالمي وأهداف جريئة قد تعيد تشكيل صناعة الطيران الإقليمية. ومع حلول عام 2030، قد نشاهد الرياض منافساً حقيقياً لدبي والدوحة كمحور طيران إقليمي. سواء كنت مستثمراً أو مسافراً أو باحثاً عن عمل، فهذه لحظة فارقة تستحق المتابعة والاستعداد. السؤال الآن ليس ما إذا كانت طيران الرياض ستنجح، بل كم سرعة ذلك النجاح، وهل ستكون مستعداً للاستفادة من هذا التحول التاريخي؟