في 10 أيام، تشهد مصر 32 عرضاً مسرحياً مجاناً، وهو رقم يستحيل تصديقه في زمن ارتفاع تكاليف كل شيء. في حدث فريد يعيد للأذهان أمجاد المسرح المصري، ظهر تامر حسني أمام جمهور متعطش، برفقة صور عمالقة الفن عادل إمام مع الراحلين فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي. لكن الوقت يداهمك، إذ لم يبق سوى 10 أيام فقط لمشاهدة نجوم الجيل القادم على خشبة المهرجان.
انطلق مهرجان المسرح المصري في دورته الثامنة محققاً رقماً قياسياً في تاريخه؛ إذ يُقام ضمن فعالياته 17 ورشة فنية موزعة على 6 مسارح مختلفة. عبر حفل افتتاح شهد حضور أسماء بارزة، قال سامح بسيوني، نائب رئيس المهرجان: "العروض المنتقاة من أفضل ما قدمه مئات الشباب". خلال الحفل، قام الفنان صبري عبد المنعم، وهو على كرسي متحرك، بتوجيه شكره مؤكدًا: "سعيد بالتكريم وأنا على قيد الحياة". لحظة ظهور صور النجوم مثلت لحظة صمت تبعها تصفيق مدوي من الحضور.
خلفية المهرجان تعيدنا إلى عقود من تراجع المسرح المصري. فمع الظروف الاقتصادية الحالية، وسائر وسائل الترفيه الحديثة، تأتي هذه الدورة كسد منيع في وجه الأزمات الثقافية. على خطى الستينات، عندما كان يوسف وهبي يكتشف المواهب، يشير المهرجان إلى إمكانية اكتشاف نجوم المستقبل. الدكتورة سامية حبيب أستاذة النقد المسرحي تقول: "يمثل المهرجان فرصة لاكتشاف وجوه جديدة لديها طاقة فنية هائلة".
بالرغم من الأزمة الاقتصادية، يفتح المهرجان أبوابه مجاناً للأسر والمهتمين بتوسعة آفاقهم الثقافية. ترصد التوقعات اكتشاف ما بين 5 إلى 10 مواهب جديدة قابلة للاستثمار، مما سيزيد من اهتمام الشباب بدراسة المسرح. مع ظهور ردود أفعال مثيرة، أظهر الشباب حماساً كبيراً، بينما عبّر كبار السن عن شعورهم بالفخر والحنين للأيام الخوالي. لكن الشركات الآن أمام فرصة للاستثمار في هذه المواهب الشابة، مع تحذيرات لأهمية عدم الاعتماد على الدعم الحكومي فقط.
وفي الختام، يتساءل الجميع: هل سيكون هذا المهرجان علامة فارقة في إنقاذ المسرح المصري، أم مجرد بارقة أمل؟ الآن هو الوقت لتحديد موقفك: شاهد، استمتع، وقد تكون شاهداً على بزوغ نجوم تصبح أعمدة ثقافية في المستقبل.
