45 مسلسلاً، 25 عاماً من العطاء، و60 عاماً من العمر انتهت بصمت. في مأساة صادمة، ووسط محاولات صامتة للصمود، خطفت الحياة فناناً كان يتلألأ في سماء الدراما العربية. فنان صور آخر مشاهده قبل أشهر، ولم يتخيل أحد أنها ستكون الوداع الأخير. بينما نحتفل بالفنانين الأحياء، نفقد الراحلين في صمت مرير. اليوم، رحيل إياد الطائي يطرح سؤالاً موجعاً حول فقدان الجسارة في رعاية المبدعين. سننقل لكم التفاصيل الكاملة لهذه الفاجعة.
صباح الجمعة، أعلن عن وفاة الفنان المحبوب إياد الطائي عن عمر يناهز 60 عاماً بعد صراع مرير مع المرض. رجل كرّس حياته للفن وترك وراءه إرثاً هائلاً من الأعمال المميزة التي زينت الشاشة العراقية والعربية. "ممثل متميز قدم مئات الأعمال المميزة"، هكذا وصفته نقابة الفنانين، معبرة عن موجة الحزن التي اجتاحت الوسط الفني العراقي والعربي. صمت حزين يعم الأروقة، وأصوات النعي تتردد في كل مكان. مع عدد المسلسلات التي تجاوزت الأربعين، كان الطائي قدوة وإلهاماً لأجيال من الفنانين.
خلف رحيل الطائي قصة معاناة لا تليق بفنان قدّم الكثير لبلده، فقد عانى من عجز الكليتين وورم خبيث في الكبد، حيث تلقى العلاج في الهند بسبب ضعف الإمكانيات المحلية. تكرار معاناة الفنانين العراقيين من الأمراض والفقر يعيد طرح التساؤلات حول مستقبلهم. وأعلن رئيس الحكومة العراقية، دعم علاج الطائي في الهند، ليثير النقاش حول ضرورة تحسين أوضاع الفنانين. الخبراء يؤكدون أن هذه الفجوة في الرعاية تحتاج إلى معالجة فورية لتحويل الواقع الفني إلى بيئة أكثر أماناً للعطاء.
النتائج المتوقعة لهذه الفاجعة قد تكون مراجعة شاملة لأوضاع الفنانين وتحسين الرعاية الصحية لهم، حيث يفتقد الجمهور اليوم رمزاً فنياً رافقهم لعقود. من الواضح أن هناك ضرورة ملحة للاهتمام بالفنانين من كافة الجوانب قبل فوات الأوان، وإلا سنبقى نواجه الحزن على رحيل رموزنا الفنية. ردود الأفعال الغاضبة والمطالبات بالإصلاح تتوالى، وسط انتقادات للإهمال تجاه هؤلاء الذين قدموا الكثير في رحلتهم الفنية.
مع رحيل إياد الطائي، لابد من توجيه الأنظار نحو الحاجة الماسة لتطوير الرعاية الصحية والمالية للفنانين، وتقدير العطاء بينما هم أحياء. كم من فنان آخر سنفقده قبل أن نتعلم كيف نحافظ على كنوزنا الثقافية؟ هذا هو السؤال الأشد إلحاحاً اليوم، دعوة لكل الجهات المعنية لدعم الفنانين والحفاظ على ذاكرتنا الثقافية قبل فوات الأوان.