في تطور مدوّي هز أركان الشرق الأوسط، نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحاً صاعقاً على منصة "تروث سوشال" تحدث فيه عن "إنجازات عظيمة قادمة" في المنطقة، مؤكداً أن الجميع "على أهبة الاستعداد لحدث استثنائي، لأول مرة على الإطلاق". في 24 ساعة فقط، شاهد 76 مليون شخص هذا التصريح المكوّن من 6 كلمات فقط، ليصبح حديث 22 دولة عربية ومحور اجتماعات طارئة في العواصم الإقليمية.
منشور واحد كان كافياً ليجعل من الرياض إلى القاهرة مروراً بعمّان وبيروت، ملايين العيون مُسمّرة على الشاشات في ترقب خانق. د. سارة الخليجية، المحللة السياسية، تؤكد: "ترامب لديه سجل في تحقيق المستحيل، قد نشهد اختراقاً تاريخياً يغيّر وجه المنطقة". الأسواق المالية تتأرجح، وأسعار النفط تشهد تذبذباً حاداً، بينما تتصاعد أصوات الإشعارات على هواتف المتابعين في مشهد يشبه انتشار الخبر بسرعة الضوء عبر القارات.
تاريخ ترامب مليء بالمفاجآت المدوية: اتفاقيات إبراهام التي لم يتوقعها أحد، نقل السفارة الأمريكية للقدس رغم المعارضة العالمية، وقتل الجنرال سليماني في ضربة خاطفة. د. محمد الاستراتيجي، خبير الشؤون الأمريكية، يحذر قائلاً: "الغموض المتعمد استراتيجية ترامبية لزيادة الضغط على الخصوم". كما فعل مع كوريا الشمالية عندما حوّل التهديدات إلى لقاءات تاريخية، يستخدم ترامب الآن نفس السلاح الدبلوماسي، والمحللون منقسمون بين متفائل يرى سلاماً تاريخياً ومتشائم يخشى عاصفة جديدة.
أحمد العراقي من بغداد يعبّر عن قلق شعبي واسع: "نحن نعيش في قلق دائم من التصريحات الغامضة، هل ستجلب لنا السلام أم المزيد من التعقيدات؟" بينما تروي ليلى المقدسية، الصحفية: "الجميع في المنطقة يتحدث عن تصريح ترامب، والهواتف لا تتوقف عن الرنين". خلال أسبوع واحد، قد نشهد إما انطلاقة اقتصادية هائلة تجلب استثمارات بمليارات الدولارات، أو أزمة إقليمية طاحنة تعيد ترسيم خارطة التحالفات. المستثمرون الأذكياء يراقبون كل تطور، والحذرون يحمون أموالهم، بينما إسرائيل متفائلة، وإيران قلقة، والعرب في حالة ترقب شديد.
تصريح غامض من 6 كلمات، مصير مجهول لـ 400 مليون إنسان، وعالم كامل في انتظار الإجابة على السؤال الأهم. الأيام القادمة ستحدد ما إذا كنا أمام فجر جديد يحمل سلاماً تاريخياً واستقراراً اقتصادياً، أم عاصفة سياسية قد تعيد تشكيل المنطقة من جديد. السؤال الآن ليس ماذا يخطط ترامب بالضبط... بل هل العالم العربي مستعد لما قد يكون أعظم تغيير في تاريخه الحديث؟