87 عاماً و6 عقود و150 حياة انطفأت اليوم، لتسدل الستار على أيقونة العصر الذهبي للسينما الإيطالية. من فتاة تونسية عمرها 16 عاماً إلى أيقونة عالمية، انطفأت النجمة كلوديا كاردينالي عن عالمنا أمس في فرنسا. الخبر جاء كصدمة لعشاق السينما والعالم أجمع، حيث وصف وكيلها لوران سافري الرحيل بأنه إرث خالد لامرأة حرة وملهمة. العالم يترقب بتوقيت حزين ممزوج بالتقدير للوداع الأخير لأيقونة السينما.
في وفاة هادئة، بجانب أولادها في نيمور بفرنسا، انتهت مسيرة 87 عاماً من الشموخ والعطاء. قدمت كلوديا خلال حياتها المهنية 150 شخصية متنوعة في 6 عقود، ارتقت فيها لتكون نجمة أخر أيقونات السينما الذهبية. تترك لنا إرث امرأة بعبقرية غير تقليدية وملهمة كما وصفها وكيلها.
وُلدت الأيقونة في تونس حيث فازت بمسابقة جمال عند الـ16، حالة دفعتها إلى مهرجان البندقية، مما فتح لها عالم السينما. أخذتها الأضواء إلى أنحاء العالم، لتكون جزءاً من العصر الذهبي للسينما الإيطالية في الستينيات بجوار عمالقة مثل فيديريكو فيليني ولوتشينو فيسكونتي. يرى الخبراء أنها ستبقى رمزاً خالداً للسينما.
رغم رحيلها، يبقى تأثير كلوديا قائماً في حياة آلاف الفتيات العربيات، حيث تشجعهم على الإيمان بأنفسهم والسعي وراء أهدافهم. تتجه الأنظار لإحياء ذكراها عبر مهرجانات سينمائية ومتحدثين في تونس وإيطاليا وهوليوود. ضرورة الحفاظ على الإرث السينمائي الذي تركته باتت حاجة ملحة، وكلمات التقدير تتوالى في كل أنحاء العالم.
من تونس إلى العالمية، قصة 87 عاماً من العطاء والنضال، ليظل التاريخ حافظاً لأفلامها كشاهد على عصر لا يُنسى. سنستمر في الاحتفاء بها ودعوة عشاق الفن الحقيقي لمتابعة أعمالها، متسائلين في ختام الرحلة: هل سنشهد أيقونة مثلها مرة أخرى؟