في ضربة أمنية استثنائية هزت أروقة شبكات التهريب، نجحت القوات الأمنية السعودية في إحباط عملية تهريب ضخمة كانت ستغرق المملكة بـ 90 كيلوجراماً من نبات القات المخدر - كمية تعادل 180 ألف جرعة مدمرة قادرة على تدمير آلاف الأسر السعودية. العملية التي استهدفت عصابة إثيوبية مكونة من 6 أشخاص في منطقة عسير، تُعتبر من أكبر العمليات التي تم إحباطها مؤخراً، والتي كانت ستحول أحلام الشباب السعودي إلى كوابيس مدمرة.
في قلب جبال عسير الوعرة، حيث تلتقي حدود المملكة مع اليمن، رصدت الأعين الساهرة لدوريات حرس الحدود في قطاع الربوعة حركة مشبوهة وسط ظلام الليل. العريف خالد المالكي، الذي شارك في العملية، يروي: "شاهدنا ظلالاً تتحرك عبر المسارات الجبلية، كانوا يحملون أحمالاً ثقيلة ويتحركون بحذر شديد." الكمية المضبوطة البالغة 90 كيلوجراماً تحمل قيمة تتجاوز مليون ريال في السوق السوداء، وهي كمية تملأ صندوق سيارة صغيرة بالكامل من السموم الخضراء.
نبات القات، هذا السم الأخضر الذي يغزو المنطقة من اليمن والقرن الأفريقي، يمثل بوابة مدمرة نحو عالم المخدرات الأكثر فتكاً. د. عبدالله الهذلول، المختص في مكافحة المخدرات، يحذر: "القات ليس مجرد نبات، إنه بداية طريق مظلم يقود المتعاطين لمخدرات أشد خطورة." العملية تُشبه إلى حد كبير معارك تجارة الأفيون في القرن التاسع عشر التي دمرت شعوباً بأكملها، والفقر في إثيوبيا يدفع الشباب هناك للمغامرة بحياتهم مقابل أرباح وهمية سرعان ما تتحول إلى سنوات خلف القضبان.
كل غرام من هذه الكمية المضبوطة كان سيدمر أسرة سعودية ويحول شاباً واعداً إلى حطام بشري. سالم الشهري، المواطن الحدودي، يتنفس الصعداء: "نحن نراهم يحاولون التسلل ليلاً عبر الجبال، لكن رجالنا الأبطال دائماً في المرصاد." هذه العملية تستدعي تكثيفاً أكبر للدوريات وتطوير أنظمة مراقبة أكثر تطوراً، بينما يُطالب المختصون المواطنين بضرورة الإبلاغ عن أي نشاط مشبوه عبر الأرقام المخصصة. ردود الأفعال متباينة:
- الأهالي يعيشون حالة من الراحة والطمأنينة
- المهربون يعيشون في رعب مستمر من قبضة العدالة
- الشباب يدركون خطورة الانجراف وراء هذه السموم
6 مجرمين، 90 كيلو سموم، عملية واحدة أنقذت آلاف الأرواح - هذا هو حصاد ليلة واحدة من عمل الأجهزة الأمنية السعودية التي لا تنام. المعركة ضد المخدرات مستمرة على كافة الجبهات، والنصر حليف رجال الأمن الذين يضحون بأرواحهم من أجل سلامة الوطن. أبلغوا على الرقم 995، كونوا عيوناً ساهرة على أمن الوطن والمجتمع. والسؤال الذي يطرح نفسه: كم من العمليات المماثلة تُحبط يومياً دون أن نعلم؟ الحدود السعودية محمية بسواعد أبنائها الأوفياء، لكن اليقظة والإبلاغ عن المشبوهين واجب وطني على كل مواطن ومقيم!
