في تطور استثنائي يذكّرنا بأهمية القدوات العلمية، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، والذي وافته المنية مؤخراً، ترك إرثًا مذهلًا بلغ 120 ختمة قرآن سنوياً،»، رجل فقد بصره لكنه أضاء بصيرة أمة كاملة. في عصر تراجع القدوات العلمية، نحتاج لتذكر من رسموا الطريق بإصرار وعزيمة لا نظير لها. اكتشف تفاصيل مدهشة عن حياة المفتي ورحلته الطويلة في التعليم والدعوة.
الشيخ فهد العماري، قاضي بمحكمة الاستئناف بمكة وعضو الإفتاء، استعرض حياة الشيخ عبدالعزيز في حديث مؤثر قائلاً: "كان مخلصاً ومجتهداً في التدريس، لم يتغاضى عن أسئلة الطلاب حتى لو كانت محرجة." الشيخ عبدالعزيز، الذي كان يحافظ على ختم القرآن كل ثلاثة أيام، واصل التدريس لمدة تزيد عن 50 عامًا. سعد، أحد موظفي مكتبه، يتذكر: 'كان يعامل الجميع بتواضع رغم مكانته'.
من نائب الشيخ ابن باز إلى مفتي المملكة، كانت حياة الشيخ عبدالعزيز رحلة علمية تُستلهم منها الأجيال. تميزت سيرته بتربية علمية صحيحة وبيئة محفزة، مما أثمر عن علماء وقضاة يحملون رسالته. توقعات الخبراء تشير إلى ضرورة استلهام منهجه في التعليم المعاصر كمنارة في مواجهة تحديات العصر الحالي.
على المستوى اليومي، تشدد سيرة الشيخ على أهمية إعادة ترتيب الأولويات الدينية والعلمية. يُتوقع أن تشهد المساجد والمراكز العلمية إقبالًا متزايدًا على العلوم الشرعية وحفظ القرآن، استغلالًا لهذا الإلهام المبهر. ردود الأفعال كانت إيجابية للغاية، داعية لتطبيق منهج الشيخ وعدم الاكتفاء بالحديث عنه فقط.
شخصية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ كانت مثالًا حيًا على الجمع بين العلم والعبادة، مخلّفةً بصمة لا تُنسى على من عاصرها ومن جاء بعدها. يُحتم المستقبل بناء جيل جديد يحمل هذا المنهج ويقتدي بهذا الإرث العظيم. هل نحن على أتم الاستعداد لتبني هذه القيم والبدء بتطبيقها، أم سنكتفي بالتذكر فقط؟
