في صباح اليوم الذي يراه العالم الإسلامي كماً من الألم والفقدان، رحل عن دنيانا سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، العالم الجليل الذي أثرى حياة المسلمين بعلمه وفتاواه لأكثر من نصف قرن. بعمر 82 عاماً، كان على مدى 33 عاماً خطيباً في عرفة، في أطول فترة خطابة شهدها تاريخ الإسلام. وفقدانه يمثل فراغاً كبيراً تحتاج السعودية والعالم الإسلامي لملئه بسرعة على مستوى مرجعية دينية لـ 1.8 مليار مسلم. الخبراء يحذرون من حالة الفراغ هذه التي تُثقل كاهل الأمة بضرورة اتخاذ خطوات سريعة وفعالة.
في صباح يوم الثلاثاء 23 سبتمبر 2025، قدم العالم الإسلامي توديعه الأخير لمفتي المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، الذي توفي عن عمر يناهز 82 عاماً بعد حياة حافلة بالعطاء. فقد تولى منصب المفتي العام للحرمين الشريفين منذ عام 1999، مقدمًا إسهامات جليلة في عالم الفتوى والعلم الشرعي. وقال مصدر مسؤول: "فقدت المملكة والعالم الإسلامي عالماً جليلاً أسهم بجهود كبيرة في خدمة العلم." ولم تقتصر أثار فقدانه على السعودية فقط، بل امتدت إلى كل زاوية من زوايا العالم الإسلامي.
عبد العزيز آل الشيخ، ينحدر من نسل علمي معروف يصل إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب، مؤسس الدعوة السلفية التي كانت الأساس في تأسيس المملكة السعودية. وبرغم كل التحديات، بما فيها فقدان البصر في العشرينات، إلا أنه أصر على التفوق والعطاء من خلال تلمذته على أيدي كبار العلماء. وفي مشهد شبيه بوفاة الشيخ ابن باز عام 1999، سيشهد العالم الإسلامي مرة أخرى عملية البحث عن خليفة قادر على الحفاظ على استقرار المؤسسة الدينية في ظل هذه الفاجعة.
اليوم، يواجه العالم الإسلامي تحدياً كبيراً بتوقف الفتاوى الجديدة ما لم يتم تعيين خلف مناسب لملء هذا الفراغ الكبير الذي تركه رحيل الشيخ. في الوقت ذاته، هناك فرص لتجديد الخطاب الديني واستقطاب جيل جديد من العلماء الشباب. إلا أن المخاطر تظل مرتفعة في حال حدوث انقسام في المرجعيات الإسلامية، مما قد يضعف الثقة في الفتاوى الجديدة. تتجلى مشاعر الحزن بين من عاش تأثراً واضحاً بخطبته في عرفة، ووصل صوته ليهز قلوب ملايين الحجاج في السنوات الماضية.
اليوم، نقف أمام لحظة تاريخية تتطلب منا الدعاء للمتوفى ومتابعة تطورات تعيين الخلف. بإمكاننا فقط الانتظار والترقب لما ستؤول إليه الأوضاع والتي قد تحدد مستقبل المؤسسة الدينية والفتوى في المملكة. السؤال الذي يبقى، هو: هل ستحافظ المؤسسة على نفوذها بعد رحيل هذا العالم الجليل؟