الرئيسية / من هنا وهناك / عاجل: وفاة مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ - الملك سلمان يوجه بصلاة الغائب في الحرمين
عاجل: وفاة مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ - الملك سلمان يوجه بصلاة الغائب في الحرمين

عاجل: وفاة مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ - الملك سلمان يوجه بصلاة الغائب في الحرمين

نشر: verified icon رغد النجمي 23 سبتمبر 2025 الساعة 03:10 مساءاً

في لحظة واحدة، توقف أكثر من 90 ألف مسجد عن أنشطتها العادية ليرتفع صوت واحد بالدعاء والصلاة. الرجل الذي كانت فتاواه تصل إلى مليار مسلم حول العالم رحل بصمت، تاركاً وراءه فراغاً هائلاً يصعب ملؤه. وفاة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، مفتي عام المملكة العربية السعودية، ليست مجرد خبر عادي - إنها نهاية حقبة كاملة من العطاء العلمي والديني.

عاش الشيخ آل الشيخ أكثر من 50 عاماً في خدمة الدين والعلم، حيث تولى رئاسة هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء. أحمد المقبل، طالب علوم شرعية، لم يستطع حبس دموعه: "فقدنا منارة علم لن تتكرر في زماننا، كان مرجعنا في أصعب المسائل الفقهية." ووفقاً للديوان الملكي، ستقام الجنازة في جامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض، في مشهد يتوقع أن يحضره مئات الآلاف من المحبين والطلاب.

ينتمي آل الشيخ إلى عائلة عريقة في العلم والدين، فهم أحفاد الإمام محمد بن عبدالوهاب مؤسس الدعوة السلفية في نجد. د. فيصل الحربي، أستاذ الفقه، يوضح: "لم يكن مجرد مفتي، بل كان امتداداً لسلسلة ذهبية من العلماء العظام." وفاته تشبه سقوط منارة إرشادية في بحر متلاطم من الفتن المعاصرة، حيث كان يوجه ملايين المسلمين بحكمته وعلمه الغزير الذي فاق تأثير رؤساء دول على شعوبهم.

التوجيه الملكي بإقامة صلاة الغائب في المسجد الحرام والمسجد النبوي وجميع مساجد المملكة يعكس حجم الخسارة التي مُني بها العالم الإسلامي. عبدالله السليمان، إمام أحد المساجد، يروي: "رأيت الدموع في عيون المصلين عند سماع النبأ، كان صمت رهيب يخيم على المسجد." أكثر من 35 مليون مسلم في السعودية وحدها تأثروا مباشرة بفتاواه، ناهيك عن الملايين حول العالم الذين كانوا يتطلعون لآرائه في المسائل المعقدة.

رحيل الشيخ آل الشيخ يترك فراغاً هائلاً في المشهد الديني السعودي والإسلامي. التحدي الأكبر الآن هو إيجاد من يحمل نفس الثقل العلمي والمكانة الروحية التي تمتع بها. إرثه العلمي الضخم ومؤلفاته ستبقى منارة للأجيال القادمة، لكن السؤال المؤرق يبقى: هل سيجد العالم الإسلامي من يملأ هذا الفراغ الهائل الذي تركه وراءه؟

شارك الخبر