في تطور مثير يحبس الأنفاس، تقف 90 دقيقة فقط بين منتخب اليمن للناشئين والخروج المبكر من كأس الخليج تحت 17 سنة، بينما يحمل منتخب الإمارات حلم الحسم المبكر والتأهل للدور قبل النهائي. صفر نقاط مقابل 3 نقاط - هذا هو الفارق القاسي الذي يفصل بين اليأس والأمل في المواجهة النارية المرتقبة يوم الأربعاء. الحقيقة المذهلة أن أحمر الناشئين اضطر للسفر براً لآلاف الكيلومترات، مما أثر على لياقة جميع اللاعبين وظهر جلياً في هزيمتهم أمام قطر.
تكشف أرقام الجولة الأولى حجم التحدي الجبار الذي يواجهه المنتخب اليمني، حيث تصدرت الإمارات وقطر المجموعة برصيد 3 نقاط لكل منهما بعد انتصارهما بهدف نظيف. أحمد الشامي، لاعب الوسط اليمني البالغ 16 عاماً, بدا عليه الإرهاق الشديد خلال المباراة الأولى نتيجة رحلة السفر المرهقة. في المقابل، يتألق محمد الكعبي، نجم منتخب الإمارات، الذي سجل الهدف الوحيد في مرمى عُمان وبات أمل الفريق في التأهل المبكر. "الفريق سيقاتل بكل طاقته ليقدم أداءً مشرفاً"، هكذا وعدت الإدارة الفنية اليمنية جماهيرها العطشى للانتصار.
تشكل هذه البطولة منصة حيوية لاكتشاف نجوم المستقبل في كرة القدم الخليجية، لكن الظروف الاستثنائية التي واجهها المنتخب اليمني تذكرنا بقصص مشابهة لمنتخبات تحدت الصعاب وحققت انتصارات تاريخية. كما يؤكد د. سالم الهاشمي، المدرب السابق للمنتخبات الخليجية: "العامل النفسي والمعنوي سيلعب دوراً حاسماً في تحديد نتيجة هذه المباراة." الفارق في الإمكانيات بين المنتخبين كالفارق بين سيارة فاخرة وسيارة اقتصادية، لكن المهارة والإرادة هما الحكم الأول والأخير.
تحمل هذه المواجهة تأثيراً يتجاوز حدود الملعب، فهي تلهم آلاف الشباب اليمني والإماراتي وتعزز حب كرة القدم في قلوبهم. عبدالله المطيري، المشجع اليمني المتحمس، يعبر عن مشاعر الجماهير قائلاً: "رأيت الإحباط في عيون اللاعبين بعد الهزيمة الأولى، لكنني أثق في قدرتهم على الانتفاضة." من المتوقع أن تحدد نتيجة المباراة شكل المنافسة في الجولة الأخيرة، حيث تمثل فرصة ذهبية لليمن لإثبات أن الإرادة أقوى من الإمكانيات، بينما تعكس ثقة عالية من الجانب الإماراتي في قدرته على الحسم المبكر.
تبقى هذه المواجهة الحاسمة بين طموح البقاء وإرادة الحسم المبكر، حيث ستحدد النتيجة مسار كلا المنتخبين في باقي البطولة. تنقل المباراة مباشرة عبر قناة المهرية، أبوظبي الرياضية، السعودية الرياضية، والكأس الرياضية في الساعة 6 مساءً بتوقيت السعودية. على الجماهير في كلا البلدين دعم فرقها بحماس وإيجابية لتحفيز اللاعبين في هذه اللحظة المصيرية. السؤال الذي يحير الجميع: هل ستكون هذه ليلة المعجزة اليمنية التي تعيد الأمل، أم ليلة الحسم الإماراتي الذي يؤكد التفوق؟
