في تطور مثير يبعث الأمل في قلوب اليمنيين، تعلن وزارة الإعلام في صنعاء عن مسابقة استثنائية بجوائز تتجاوز مليون ريال يمني - مبلغ يعادل راتب موظف لسنوات في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة. المطلوب؟ صورة واحدة فقط للعلم اليمني قد تغير حياة المصور إلى الأبد. 10 أيام فقط تفصلك عن فرصة العمر، فهل تملك العدسة القادرة على التقاط روح الوطن؟
أحمد المصور، شاب يمني في الثامنة والعشرين، فقد عمله بسبب الحرب ويكافح لإعالة أسرته المكونة من خمسة أفراد. "عندما سمعت عن المسابقة، شعرت وكأن نور الأمل عاد ينير حياتي المظلمة"، يقول أحمد وعيناه تلمعان بالحماس. الجائزة الأولى البالغة 500 ألف ريال تمثل له خط الإنقاذ الوحيد من براثن الفقر. المسابقة، التي تحمل اسم "أجمل صورة للعلم الوطني"، تعيد إحياء روح المبادرة التي أسسها الشهيد الوزير هاشم شرف الدين، كما لو أن روحه تستمر في زرع بذور الأمل في تربة الوطن المتعطش للفرح.
خلف هذه المسابقة قصة عميقة تمتد لأكثر من عقد من الزمان، حيث تصادف الذكرى الحادية عشرة لثورة 21 سبتمبر التي غيرت مسار اليمن إلى الأبد. الدكتور محمد الفوتوغرافي، عضو لجنة التحكيم المتخصصة، يؤكد أن "الصورة الفائزة يجب أن تحكي قصة شعب رفض الانكسار رغم كل التحديات". المسابقة تأتي في زمن يبحث فيه اليمنيون عن الجمال وسط ركام الحرب، محاولين إثبات أن الفن أقوى من الدمار. وفقاً للإحصائيات، فإن مثل هذه المبادرات الثقافية حققت في السابق تفاعلاً شعبياً واسعاً، مع مشاركة آلاف المواطنين من مختلف المحافظات.
فاطمة، طالبة الفنون الجميلة البالغة من العمر 22 عاماً، تمثل جيلاً جديداً يرفض أن تحطم الحرب أحلامه. "سأشارك بصورة تثبت للعالم أن اليمن ما زال ينبض بالحياة والإبداع"، تقول بثقة وهي تحمل كاميرتها القديمة التي ورثتها عن والدها. التأثير على الحياة اليومية واضح: الشباب يخرجون بكاميراتهم يبحثون عن الزاوية المثالية، الأطفال يسألون عن معنى العلم الوطني، والعائلات تتحدث عن الفخر والانتماء. النتائج المتوقعة تتجاوز مجرد توزيع الجوائز - إنها محاولة لإعادة خياطة النسيج الاجتماعي بخيوط الأمل والإبداع.
عبدالله المواطن، الذي شارك في المسابقة الأولى ويبلغ من العمر 45 عاماً، يتذكر بحنين كيف وحّدت المسابقة قلوب اليمنيين حول رمزهم المقدس. مع اقتراب موعد إغلاق باب المشاركة في 10 أكتوبر، والإعلان عن النتائج في 15 أكتوبر، تتزايد حالة الترقب والإثارة في الشارع اليمني. المسابقة تتطلب إرسال الصور عبر الواتساب أو التلجرام على الرقم 784722227، مع نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي تحت هاشتاق #مسابقة_العلم_الوطني. الفرصة مفتوحة أمام الجميع، من المحترفين إلى الهواة، لأن العبرة ليست في احترافية المعدات، بل في قوة المشاعر وروعة القصة التي تحكيها الصورة.
في النهاية، تتجاوز هذه المسابقة كونها مجرد منافسة فوتوغرافية لتصبح رسالة أمل وصمود في وجه كل التحديات. مليون ريال موزعة على الفائزين الثلاثة الأوائل، لكن الجائزة الحقيقية هي إعادة إشعال شعلة الفخر الوطني في نفوس ملايين اليمنيين. هل ستكون عدستك هي التي تروي حكاية اليمن للعالم، أم ستظل مجرد متفرج على التاريخ وهو يُكتب بصور الآخرين؟