تواصل أسعار الذهب ارتفاعها القياسي عالمياً، مدفوعة بقرار البنك المركزي الأمريكي خفض أسعار الفائدة بـ25 نقطة أساس. المعدن النفيس حقق مكاسب استثنائية بنسبة 39% خلال العام الحالي، ووصل إلى مستوى قياسي عند 3707.40 دولار للأوقية، بينما ترفع بنوك الاستثمار توقعاتها لوصول الذهب إلى 4000 دولار للأوقية خلال العام المقبل.
شهد المعدن الأصفر صعوداً حاداً تجاوز 400 دولار للأوقية في أربعين يوماً فقط، وهو ارتفاع لم تشهده الأسواق منذ أربع سنوات، مما جعل كثيراً من المحللين يصفون هذا الأداء بـ"الاستثنائي". قرار الفيدرالي الأمريكي بخفض تكاليف الاقتراض للمرة الأولى هذا العام، بعد توقف مؤقت في تغيير السياسة النقدية منذ ديسمبر، ساهم في تعزيز جاذبية الذهب كاستثمار بديل.
رحب البيت الأبيض بقرار الفيدرالي، حيث وصف كيفن هاسيت، مدير المجلس الاقتصادي الوطني، الخطوة بأنها "قرار وسطى حكيم" يعكس توازناً في قراءة المشهد الاقتصادي الأمريكي. هذا رغم أن الرئيس دونالد ترامب كان يطالب بخفض أكثر جرأة، وهو ما أيده العضو الجديد في مجلس الاحتياطي الفيدرالي ستيفن ميران، الذي كان الصوت المعارض الوحيد للقرار مطالباً بخفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس.
يؤكد محمود شكري، خبير أسواق المال، أن الانخفاض الحالي في أسعار الذهب بنسبة 0.9% إلى 3658.25 دولار للأوقية لا يُعد بداية لاتجاه هابط طويل المدى، بل يمثل مرحلة طبيعية من جني الأرباح بعد موجة الصعود القوية. وأشار إلى أن مثل هذه القفزات غالباً ما تتبعها حركات تصحيح قصيرة المدى، مؤكداً أن أي تراجع في الأسعار يمثل فرصة جيدة للشراء طويل الأجل.
تعكس هذه التطورات تحولاً جوهرياً في توجهات المستثمرين نحو الملاذات الآمنة وسط التوترات الجيوسياسية والتقلبات الاقتصادية العالمية. رفع بنك دويتشه توقعاته لسعر الذهب للعام المقبل إلى متوسط أربعة آلاف دولار للأوقية من 3700 دولار، مما يعكس الثقة المتزايدة في قدرة المعدن على الحفاظ على قيمته كوسيلة تحوط ضد الشكوك الاقتصادية المستمرة.