1,375 عملية دفع إلكتروني كل ثانية واحدة... هذا ما حدث في السعودية الأسبوع الماضي مع تسجيل 231 مليون عملية خلال 7 أيام فقط، مما يعكس تداول مبلغ يفوق ميزانية دولة كاملة. وفي ظل هذه الأرقام، هناك قلق يلوح بسبب تراجع خطير بقيمة 1.8 مليار ريال مقارنة بالفترة السابقة. الخبراء يحذرون: الأرقام تكشف عن انسحاب اقتصادي مفاجئ يستحق التوقف عنده.
القفزة الرقمية شهدت تسجيل 231 مليون عملية نقاط بيع بقيمة إجمالية بلغت 13.1 مليار ريال، بتراجع ملحوظ عن الأسابيع السابقة، حيث كانت القيم تصل إلى 14.9 مليار ريال. في هذا السياق، يوضح د. محمد الراشد، خبير الاقتصاد الرقمي، أن هذه الأرقام تعكس نضج السوق السعودي، مضيفًا أن "التحول نحو اقتصاد رقمي متكامل يبدو الآن أكثر ضرورة من أي وقت مضى".
منذ إطلاق رؤية المملكة 2030، كانت التحولات الرقمية تسير بوتيرة ثابتة، لكنها تسارعت بشكل ملحوظ بسبب جائحة كوفيد-19 التي غيرت عادات الدفع إلى الأبد. هذه الأرقام تذكرنا بثورة البترول في السبعينيات التي غيرت وجه المملكة، ويتوقع المحللون وصول العمليات إلى 300 مليون بحلول نهاية العام. السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن للسوق السعودي الحفاظ على هذا الاتجاه التصاعدي؟
التأثير على الحياة اليومية واضح. لم يعد المواطن السعودي العادي يحتاج لحمل محفظة نقدية، حيث يتحمل القطاع المصرفي مسؤولية تطوير الخدمات الرقمية المتقدمة. صحيح أنها فرصة ذهبية للمستثمرين في تقنيات الدفع، إلا أن التحديات مازالت قائمة، خصوصاً في ما يتعلق بالمخاطر السيبرانية. التجار الكبار يحتفلون بالنمو الملحوظ، بينما يبدي أصحاب المحلات الصغيرة قلقهم من الرسوم والعمولات.
تلخص هذه الأرقام الرئيسية: 231 مليون عملية، 13.1 مليار ريال، وتراجع 12% في قيمة العمليات. الرؤية واضحة: بحلول 2025، قد نشهد اختفاء النقد تماماً من بعض القطاعات. دعوة للعمل: على الجميع التأقلم مع هذا التحول أو المخاطرة بالتخلف عن الركب. لكن يبقى السؤال الذي يحتاج لإجابة: هل نحن مستعدون حقاً لاقتصاد بلا نقد، أم أن المفاجآت لم تنته بعد؟