420 ألف معلم سعودي يواجهون واقعاً جديداً صادماً مع إطلاق تطبيق "حضوري" الذي يراقب المعلمين بدقة الأقمار الصناعية ويجبرهم على البقاء 7 ساعات يومياً في مدارسهم. بدء التطبيق الفوري دون تحضير كافٍ يخلق أزمة في التعليم السعودي، وفوراً بدأت الشكاوى تتوالى من المعلمين حول الالتزامات الإضافية غير المبررة.
تطبيق "حضوري" يستخدم تقنية GPS والبصمة الحيوية لمراقبة دقيقة لحضور المعلمين. النظام يفرض على المعلمين البقاء في مدارسهم حتى 1:15 ظهراً، برغم رحيل الطلاب منذ وقت مبكر. "نحن لسنا موظفين مكتبيين، عملنا مرتبط بالتدريس والتفاعل مع الطلبة،" يقول سعد القحطاني، معلم المرحلة الابتدائية.
هذا الإجراء جزء من خطة التحول الرقمي الشاملة في المملكة ضمن رؤية 2030. الهدف هو ضبط الانضباط الوظيفي وزيادة الشفافية، لكن البعض يرى أن النظام يخلق تذمراً. حيث يطرح المعلمون أسئلة حول عدالة النظام، ومع تحذير الخبراء من تأثيرات سلبية على المعنويات، تظل الآراء متباينة.
التطبيق له تأثير مباشر على حياة المعلمين اليومية. إذ يؤدي إلى تأخير وصولهم لمنازلهم وزيادة في تكاليف المواصلات، مع تأثير واضح على الحياة الأسرية. بينما قد يتوقع البعض تحسن في الانضباط، يحذر آخرون من تراجع جودة التعليم إذا ركز النظام فقط على الحضور. الأمل في أن يوفر الوقت الإضافي فرصة لتطوير المهارات، بينما القلق يزداد بين أولياء الأمور والمعلمين على حد سواء.
في ختام الأمور، يبقى تطبيق "حضوري" مثيراً للجدل بين المراقبة والرقابة الفعالة. الحوار بين الوزارة والمعلمين أصبح ضرورة لإيجاد حلول متوازنة، ويبقى السؤال الأكثر إلحاحاً: "هل سيحسن التطبيق جودة التعليم أم سيحوله إلى مجرد أرقام ومراقبة؟"
